موسوعة الأسر الدمشقية

أســـرة الـــبـــكـــري

د. محمد شريف الصواف


أســـرة الـــبـــكـــري

من الأسر القديمة الشهيرة بالشرف والفضل، من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق، وهي كثيرة العدد بدمشق وغيرها من المدن الإسلامية وخاصة بمصـر، واشتهروا بنسبتهم إلى النبي ص من جهة الأمهات، وتولى بعضهم نقابة الأشراف بمصر.

وخرج من هذا البيت بدمشق جماعة منهم قضاة وعلماء، وأعيان كثر، منهم من تقلد إفتاء دمشق.

ولما وصل الأمير فيصل دمشق نزل أولاً في دار عطا الله باشا البكري، وكان أبناء الأسرة من أهم أنصاره.

وممن نبغ واشتهر من أبناء الأسرة في دمشق:

الشيخ عبد القادر بن حسن البكري (-1003هـ/1594م): فقيه شافعي،  مشارك، أخذ عن كبار العلماء ومن أشهرهم البدر الغزي، والشهاب الغزي، والشيخ إسماعيل النابلسي ([1]).

ومنهم: العلامة الشهير الشيخ مصطفى بن كمال الدين البكري (-1162هـ/1749م): شيخ الطريقة الخلوتية البكرية، العارف الرباني الشهير صاحب التآليف المشهورة، وأحد أفراد الزمان في عصـره، ولد بدمشق، ومات بمصـر، وأخذ عن كبار علماء الشام ومصـر، منهم الشيخ إسماعيل العجلوني، ولازم الشيخ عبد الغني النابلسي، وأخذ عنه تلامذة لا يحصون، وكان يدون أسماءهم فلما بلغوا مائة ألف أمر بالكف عن التدوين، قال المرادي: بلغت مؤلفاته مئتين واثنين وعشرين مؤلفاً ([2]).

ومنهم سعيد البكري: من أعيان القرن (18م)، تزوج ابنته الوالي إسماعيل باشا العظم([3]).

وأحمد بن كمال الدين بن محي الدين البكري (-1117هـ/1705م): قاضي القضاة، وهو أول من أخذ تولية أوقاف مدرسة (الجقمقية)، وبقيت التولية في عقبه([4]).

وولده: أسعد البكري (1063- 1128هـ/1652- 1716م): من أعيان دمشق، أخذ عن العارف بالله الشيخ عبد الغني النابلسـي وأجازه، كانت له حظوة عند الولاة، ثم نفي إلى صيدا، وهو صاحب القصـر الشهير في الجسـر الأبيض في الصالحية، مقر السفارة الفرنسية اليوم ([5]).

وولده: الشيخ خليل البكري (1098-1173هـ/1686-1760م): من الأعيان الأعيان، مفتي دمشق، قاضي الشام واستنبول، أديب شاعر، أخذ عن الشيخ عبد الغني النابلسي، والشيخ عثمان القطان، والشيخ علي الشمعة، والشيخ عبد الرحمن المجلد، ولي قضاء طرابلس والقدس ومكة ودمشق، توفي في استنبول ([6]).

وحفيده الشيخ محمد سعدي بن محمد البكري (- 1225هـ/1810م): مفتي الشام، من أعيان دمشق، وكبار علمائها([7]).

وعطاء الله باشا بن أسعد البكري(-1334هـ/ 1915م): من أعيان الشام، رئيس بلدية دمشق، وعضو مجلس إدارة الولاية، نزل الملك فيصل في بيته وضيافة أولاده زمن الحكم التركي قبل تتويجه ملكاً على سورية، وكان يخطط مع عزت باشا العابد للوحدة بين مصر والشام سنة (1912م) ([8]).

وأولاده: بشير البكري: حقوقي محام، سياسي، تخرج في المدرسة الحرة للعلوم السياسية بباريس (1924م)، ثم في معهد الحقوق في الجامعة السورية، عُين رئيساً لديوان أوقاف دمشق سنة (1937م)، ثم مديراً عاماً لأوقاف الشام سنة (1947م)، ثم استقال، وسافر للعمل في الرياض، شارك في الثورة السورية الكبرى وجرح فيها، كما فقد عينه في حادثة اشتباك الفرنسيين مع الشعب في المرج الأخضر سنة (1942م)، قدم درسة موسعة عن الأوقاف الذرية كان من آثارها حل الأوقاف الذرية في عهد الرئيس حسني الزعيم([9]).

ومظهر البكري (-1367هـ/1948م): من وجوه دمشق، وملاكي أراضي جرمانا، درس في الجامعة الأمريكية في بيروت، وأتم دراسته في فرنسا، ثم عين مديراً عاماً للشرطة، ثم أميناً للعاصمة (1944 – 1946م)، ثم سفيراً في البرازيل([10]).

ونسيب البكري (-1386هـ/1966م): وزير، نائب، ومن مؤسسي جمعية (العربية الفتاة)، التي تشكلت من قبل الطلاب العرب في باريس رداً على حركة التتريك، كان من أوائل الملتحقين بالثورة العربية الكبرى مع الشـريف حسين، والمستشار الخاص لولده الملك فيصل بعد نجاح الثورة،  وقد قام بتأسيس إدارة الحكومة الهاشمية بدمشق، ثم اشترك مع الشيخ محمد بدر الدين الحسني، وسلطان باشا الأطرش، والدكتور عبد الرحمن الشهبندر في التخطيط للثورة السورية الكبرى، وكان من المجاهدين فيها، وانتخب رئيساً للمجلس الوطني للثورة في الغوطة، انتخب نائباً في أول مجلس نيابي سنة (1932م)، ثم نفي إلى (اعزاز) سنة (1936م)، وسجن مع الزعماء الوطنيين في قلعة دمشق، من مؤسسي حزب الشعب ونائب رئيسه سنة (1949م)، وزير العدل (1939م)، وزير الاقتصاد والأشغال العامة (1941م)، نائب دمشق (1943-1948) ([11]).

وفوزي البكري: وزير، من ضباط الجيش العثماني، عين في الحرس الخاص للشريف حسين الهاشمي، كان من المخططين لأحداث الثورة مع الأمير فيصل، وعين وزيراً للداخلية في أول حكومة عربية في الحجاز، ونائباً في المجلس التأسيسـي الأول سنة (1919م) الذي قرر تتويج الملك فيصل، انتخب رئيساً لحزب الاستقلال الذي أسسه الملك فيصل، وكان نواة الكتلة الوطنية([12]).

وأسعد بن فوزي البكري: محافظ مدينة دمشق، من رجال الأعمال([13]).

وعطا الله بن نسيب البكري (-1424هـ/2003م): قاضٍ، رئيس محكمة الاستئناف، تخرج في قسم (الفلسفة) في الجامعة الأمريكية ببيروت، ثم في معهد الحقوق العربي بدمشق([14]).

وسامي بن عطا الله باشا البكري (-1367هـ/1948م): محافظ حماة، تخرج في المدرسة الملكية في استنبول، والتحق بوزارة الداخلية، وتولى عدداً من المناصب الإدارية الرفيعة شارك في تأسيس جمعية (النهضة العربية) ([15])، وكان من مؤسسـي جمعية (العربية الفتاة)، التي تشكلت من قبل الطلاب العرب في باريس رداً على حركة التتريك ([16]).



([1]) علماء دمشق وأعيانها في القرن (11هـ) 1/33.

([2]) علماء دمشق وأعيانها في القرن (12هـ) 2/394.

([3]) حركات العامة الدمشقية في القرنين (18، 19م)، د. عبد الله حنا، ص 141.

([4]) يوميات شامية ص96،86، علماء دمشق وأعيانها في القرن (12هـ) 1/141.

([5]) منتخبات التواريخ للحصني ص820، علماء دمشق وأعيانها في القرن (12هـ) 1/340.

([6]) منتخبات التواريخ للحصني ص820. وعلماء دمشق وأعيانها في القرن (12هـ) 3/143.

([7]) علماء دمشق وأعيانها في القرن (13هـ) 1/228.

([8]) منتخبات التواريخ للحصني ص820، دمشق في القرنين (18، 19م)، 193.

([9]) من هم في العالم العربي ص92، وموسوعة أعلام سورية في القرن (20م) 1/262.

([10]) المسيرة التجارية، بدر الدين الشلاح، ص 389، منتخبات التواريخ للحصني ص821.

([11]) أعلام دمشق في القرن (14هـ) ص346، من هم في العالم العربي ص93.

([12]) من هم في العالم العربي ص93، العلاقات بين الدولة العثمانية وأقليم الحجاز، ص 202، دمشق في القرنين 18، 19م، ص 193.

([13]) من هم في العالم العربي ص91.

([14]) من هم في العالم العربي ص92.

([15]) تأسست جمعية النهضة العربية بعد جلاء العثمانيين وضمت نخبة من أعلام دمشق هم السادة: شكري القوتلي، لطفي الحفار، فخري البارودي، د. حسني سبح، د. يحيى الشماع، خير الدين الزركلي، أبو الفرج الموقع، محمد شريف النص، عبد الرحمن السفرجلاني، سامي البكري، عبد اللطيف الشطي، د. سعيد السيوطي، جودة المارديني، راشد القوتلي، منيف اليوسف، عبد الوهاب المالكي، شكيب الكحالة، د. عزت شموط، عبد القادر الخطيب، محمد نديم الصواف، محمود دياب، حمدي عبيد، جودة الكيال، محيي الدين الخاني . انظر أعلام من آل السفرجلاني، ص 37.

([16]) يوميات الخليل، ص 38، جهاد شكري القوتلي، ص 23.

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=329&id=2550