علامة، فقيه حنفي، لغوي، من أركان العمل الاجتماعي بدمشق

 (1301-1370هـ/1881-1951م)

 

ولادته ونشأته :

ولد الشيخ عارف الصواف الدوجي في حي القيمرية بدمشق ، ونشأ في رعاية والده السيد محمد رشيد الصواف الدوجي شهبندر تجار النسيج الحريري بدمشق ، وتلقى من والده عناية خاصة ، فعمل في التجارة منذ صغره.

ينتسب الشيخ إلى أسرة من الأسر الشهيرة بالفضل والشرف من ذرية السيد الشريف قضيب البان الموصلي الحسني الحسيني ، عرف منهم عدد من كبار التجار، أشهرهم السيد محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصواف ، كان حياً سنة (1221هـ / 1807م): من أعيان التجار بدمشق ، ومن كبار أثرياء عصره ؛ سكن في بيته الكبير في مئذنة الشحم في القيمرية  ونسب له زقاق الصواف الشهير حيث كان بيته ⁽[1]⁾.

وولده: محمد صالح الصواف من أعيان دمشق ، ورئيس تجارها ، أسس غرفة تجارة دمشق سنة (1245هـ/1829م) بتفويض من السلطان العثماني، ونال وساماً سامياً منه ⁽[2]⁾.

 

شيوخه :

حفظ القرآن الكريم صغيراً على شيخ القراء الشيخ محمد سليم الحلواني ، ولازم المحدث الأكبر الشيخ محمد بدر الدين الحسني ، وكان من خواص تلامذته ، ومعيداً في دروسه ، وكان الشيخ بدر الدين يحبه ويقربه مع صديقه الشيخ عارف الجويجاتي ، وكان يكثر أن يقول: اللهم اجعلني في الجنة بين العارفين.

كما لازم الشيخ محمد بن جعفر الكتاني أثناء إقامته في دمشق ، وأخذ عن الشيخ محمد عطا الله الكسم ، والشيخ محمد أبي الخير الطباع ، والشيخ صالح الشريف التونسي ، والشيخ محمد الشريف اليعقوبي ، والشيخ شاكر المصـري الحمصـي، وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ عيسى الكردي.

 تلامذته :

أخذ عنه عدد من كبار العلماء منهم : الشيخ محمد كامل القصار ، والشيخ محمود الحبال ، والشيخ محمد وحيد العقاد ، والشيخ ياسين سويد ، والشيخ شعيب الأرنؤوط ، والشيخ أبو نادر الجندلي ، وولداه: الشيخ رشدي الصواف الدوجي ، والشيخ عدنان الصواف الدوجي .

أخلاقه :

كان زاهداً عابداً ، شريف النسب والنفس ، دمث الخلق ، جواداً ينفق ولا يستبقي ، أحبه كل من عرفه، وشهد له شيوخه بالصلاح والعلم .

أعماله :

درَّس الفقه الحنفي والعقيدة في الكلية الشـرعية في العمارة ، ودرَّس في المسجد الأموي النحو والفقه، كما كانت له مجموعة حلقات متنقلة في البيوت ، أشهرها في بيت الشيخ صادق أبو قورة في زقاق الضيق بين السورين.

وكان من مؤسسي مجالس الصلاة على النبي مع الشيخ محمد عارف عثمان ، والشيخ محمد سعيد البرهاني ، والشيخ عبد القادر العاني.

وشارك صديقه العلامة الشيخ محمود ياسين ، في تأسيس جريدة الحقائق وتناوبا على رئاسة تحريرها ، وكان يكتب افتتاحية الأعداد غالباً باسم مستعار زهداً في الشهرة.

عرض عليه الشيخ تاج الدين الحسني أمانة الفتوى فاعتذر.

عمَّر سوق النحاسين في شارع الملك فيصل بالتعاون مع السيد مصطفى الحواصلي ، واشتغل بالتجارة فشارك الشيخ محمد بكري الشويكي ، ثم تركها في آخر حياته، وأنفق أكثر ثروته في خدمة مجتمعه.

على الصعيد المجتمعي :

نشط للعمل في الشأن العام فكان من مؤسسـي عدد من الجمعيات والهيئات الاجتماعية والعلمية ، ومن أشهرها:

جمعية التعاون الخيري في العقيبة سنة (1328هـ/1910م)⁽[3]⁾.

وجمعية الـهداية الإسلامية سنة (1349هـ/1930م). وقد تولى منصب نائب رئيسها⁽[4]⁾.

وجمعية العلماء برآسة الشيخ محمد كامل القصاب سنة (1356هـ/ 1937م)⁽[5]⁾، وكان الشيخ عارف عضو مجلس إدارتها.

و(الكلية الشرعية) سنة (1358هـ /1939م)، وكان يرأسها قريبه الشيخ حسن الشطي.

وفاته :

توفي في مدينة دمشق ليلة الجمعة 21/ رمضان 1370 هـــ / 1951م .

وأبَنَتَه جمعية الهداية الإسلامية في حفل تعاقب أهل الفضل والعلم فيه على ذكر مناقبه.

المصادر والمراجع:

1-    تاريخ علماء دمشق في القرن (14هـ) د. مطيع الحافظ، د. نزار أباظة  2/626.

2-     موسوعة الأسر والأعلام الدمشقية، د. محمد شريف الصواف 3/521.

3-    أعلام دمشق في القرن (14هـ)، د محمد عبد اللطيف الفرفور، ص160.

4-    صفحات مشرقات، وظلال وارفات من حياة العلامة الكبير السيد الشريف الشيخ إبراهيم اليعقوبي، د. محمد عبد اللطيف الفرفور، ص 7.

5-    وغرر الشآم، عبد العزيز الخطيب 2/747، 753، 992، 1013، 1016 .

 

 

 

([1]) تاريخ حسن آغا العبد، ص 69، 97، 103.

([2]) مجتمع مدينة دمشق، جميل نعيسة، ص 241، وتاريخ مدينة دمشق وعلماؤها خلال الحكم المصري، خالد أحمد مفلح بني هاني، ص 352، العائلات الدمشقية في سجلات المحاكم الشرعية العثمانية بدمشق، سكرية، ص 276.

([3]) تأسست جمعية التعاون الخيري في محلة العقيبة سنة (1328هـ) وضمت وجوه دمشق السادة: أبو الخير الموقع، أبو الفرج الموقع، أبو النصـر مراد، أحمد باكير، أديب القهوجي، حسن الخياط، الأمير سعيد الجزائري، صادق القدسي، الشيخ عارف الصواف الدوجي، الشيخ عبد الجليل الدرا، عبد العزيز الحفار، الشيخ عبد الكريم القاوي، الشيخ عبد القادر الخطيب، الشيخ عبد القادر كيوان، فريد الغزي، كامل اياس، الشيخ محمد سليم الحلواني، الشيخ محمد سليم النطفجي، محمد علي الكيلاني، محمد علي القهوجي، الشيخ محمود شقير، محمود العجلاني، الشيخ محمود ياسين، هاشم الرباط. برنامج جمعية التعاون الخيري في محلة العقيبة، السنة الثانية، ص 6.

([4]) كان أعضاء جمعية الهداية المؤسسون السادة العلماء والتجار: محمد أبو الخير الميداني (الرئيس الفخري)، محمود ياسين (رئيساً)، عارف الصواف الدوجي (نائب الرئيس)، توفيق عبيد، توفيق عمار، حمدي الأسطواني، خليل النحلاوي، راشد القوتلي، سعيد الحمزاوي، د. سعيد السيوطي، محمد صالح العقاد، صبحي الحفار، عبد الرزاق الحفار، عبد القادر شموط، عبد القادر العاني، كامل القصاب، محمد علي القباني، علي ظبيان، محمد ياسين الجويجاتي، يحيى كاظم.

([5]) ضم مجلس إدارة جمعية العلماء السادة العلماء: كامل القصاب (رئيساً)، محمد أبو الخير الميداني، محمد مكي الكتاني، محمد سليم الحلواني، أحمد القصاب، محمد هاشم الخطيب، بهجة البيطار، جميل الشطي، حسن الشطي، محمد سعيد الحمزاوي، علي ظبيان، محمود ياسين، عارف الصواف الدوجي، عبد القادر شموط، صالح الحمصي، محمد زين العابدين الأنطاكي، محمود العطار، ياسين القطب. بيان جمعية العلماء بدمشق رقم (7).