الجامع الأموي » المعالم المعمارية

المآذن

إدارة التحرير


المآذن
- المآذن .
في المسجد الأموي ثلاث مآذن ، المئذنة الشرقية وتسمى مئذنة عيسى أو المئذنة البيضاء ، والمئذنة الغربية وتسمى مئذنة قايتباي ، والمئذنة الثالثة الشمالية هي مئذنة العروس وتعتبر أقدم وأجمل مئذنة إسلامية .
1- مئذنة العروس:
تقع هذه المئذنة في منتصف الرواق الشمالي للجامع الأموي وتشرف على حي الكلاسة ، ومئذنة العروس في الأصل أموية الجذور شيدها وجامع بني أمية الكبير الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك وجعلها مذهبة من أعلاها إلى أسفلها ، غير أنه لم يبق منها اليوم سوى بضع مداميك حجرية في قاعدة جذعها ، أما الباقي فمجدد في العهد النوري سنة (555هـ/1160م) ثم الأيوبي سنة (570هـ /1174م) أثر حريق مدرسة الكلاسة .
كما يرجح تجديد القسم العلوي من جذعها في العهد المملوكي أما الشرفة وما يعلوها فمن العهد العثماني ، وتشاهد في الجهة الجنوبية لهذه المئذنة وفوق رواق الجامع مئذنة صغيرة تتصل بجذع المئذنة الأصلية بواسطة ممر مسقوف وتعرف باسم (التقنية أو التقيسة) ظهرت في العهد المملوكي ومنها يدعو المؤذن للمسلمين ، أما الأذان والتسابيح فتطلق من المئذنة الكبيرة ، وقد أصيبت مئذنة العروس بأضرار طفيفة في زلزال سنة (1173هـ/1759م) فرممت .
* طرازها المعماري:
مئذنة العروس واحدة من المآذن المميزة بتكويناتها المعمارية ، فجذعها مربع أموي أيوبي خال من الزخارف والكتابات والنقوش ، وينتهي بطبقة مجددة حافظت على أسلوبية الجذع وغايرت من بساطته بنوافذ مزدوجة ذات أقواس متكررة وكذا الحال في شرفة المؤذن الأنيقة التي تعلوها مظلة تضفي على الكتلة العامة توازناً كبيراً وتكسر مفاجأة الانتقال المباشر من جذع ضخم إلى جذع نحيل مربع غاية في الجمال تزينه أربعة أعمدة تعلوها أفاريز متكررة تشكل الشرفة الثانية ، ثم يضيق الجذع أكثر ليشكل شرفة ثالثة أصغر من الشرفتين السفليتين ، ويرتفع فوق الجميع جوسق مزخرف بأشرطة تزيينية بلون مختلف لينتهي بذروة صنوبرية ضخمة تتوازن في حجمها مع مجموعة الكتلة العامة .
ويبلغ ارتفاع المئذنة الإجمالي من مستوى الأرض وحتى رأس الهلال 54م كما يبلغ عدد درجاتها 195 درجة .
وفي هذا السياق يقول د.عبد القادر الريحاوي: شيدت مآذن العالم الإسلامي كلها على نسق مئذنة العروس ، أبراجاً مربعة طوال قرون عديدة ، ولم يتغير شكل المآذن إلا بعد القرن الثاني عشر للميلاد ، حين أخذت تظهر مآذن مضلعة وأخرى مستديرة .
ويقول الخياري في رحلته ( توفي سنة 1083هـ / 1672م ) "وسبب تسميتها بذلك كما أخبرني به بعضهم أنه لما تمت عمارته طلبوا رصاصاً لتغطية سقفه ، فلم يجدوه إلا عند امرأة من بنات التجار فطلب منها ذلك فامتنعت من بيعه بعد المبالغة في الثمن ، إلا أن تعطي زنته فضة ، فوافقها الملك على ذلك فوزن لها ما طلبت وأعطته ، فلما رأت ذلك قالت: هذا ملك عادل. فخطبته إلى نفسها فتزوجها ، ثم أعطت ذلك المال لبناء هذه المنارة ، فعمرت به ، فلذلك لقبت بمنارة العروس هكذا أخبرني بعض الثقات ".
2- مئذنة عيسى:
تقوم عند الزاوية الجنوبية الشرقية للجامع الأموي وتعرف أيضاً بالمئذنة البيضاء شيدت أيام الخليفة الأموي
الوليد بن عبد الملك وتعرضت كمثيلاتها للكوارث المختلفة .
 ففي سنة (645هـ / 1247م) احترق القسم الأعلى منها فأعاد الملك الصالح الأيوبي إعمارها ثم انهارت عند حريق
(سوق الدهشة) في العهد المملوكي سنة (740 هـ / 1339م) فعمرت ثانية واكتملت سنة (741هـ /1340م) ثم عادت فاحترقت سنة (794 هـ /1759م) فأعيد ترميمها .
 وفي العهد العثماني تهدمت بفعل زلزال سنة (1173هـ -1759م) فشيدت ثانية وجاءت على الشكل الذي هي عليه اليوم: جذع مربع ضخم يرجع للعهد المملوكي يعلوه جذع نحيل من العهد العثماني .
 
* طرازها المعماري:
تعتبر مئذنة عيسى من المآذن الفريدة في أسلوبها العمراني ، فجذعها مقسوم إلى كتلتين لا رابط بينهما من الوجهة الفنية الكتلة السفلية مربعة الأضلاع ، مملوكية العصر ، أموية , أيوبية الطراز.
 وهي خالية من الزخارف والنقوش والكتابات ، إلا أن التأثير المملوكي يتركز فيها بطبقتين من النوافذ المزدوجة ذات الأقواس المتكررة التي تزينها فتحات نجمية ومستديرة صغيرة ويتم الانتقال من ضخامة هذه الكتلة بشكل مفاجئ إلى رشاقة كتلة ناحلة مثمنة الأضلاع عثمانية الطراز والأسلوب .
 تنتهي بقلنسوة مخروطية وتحوي على شرفتي مؤذن زُين أسفلهما بالمقرنصات ولا تعلوهما مظلات ساترة ، ويبلغ ارتفاعها حوالي 38م عن مستوى أرض الجامع .
3- مئذنة قايتباي:
من مآذن الجامع الأموي الثلاث ، شيدها في الأصل الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك ، وجددت في العهد الأيوبي سنة (580هـ /1184م) ثم تعرضت كمثيلاتها من مآذن هذا الجامع إلى العديد من الكوارث ، ففي سنة (803هـ /1401م) انهارت بفعل الحريق عند احتلال تيمورلنك لدمشق ، وفي سنة (814-816هـ /1411-1413م) فرغ من إعمارها ، وحوالي السنوات (884 -887هـ /1479-1482م) احترق نصفها العلوي وسقط فأعيد ترميمه ، ثم قام السلطان المملوكي الملك الأشرف قايتباي المحمودي بتجديدها سنة (893هـ / 1488م) ثم سقط جزء من رأسها في زلزال عام (1173هـ / 1759م) فأعيدت إلى شكلها الأصلي التي هي عليه اليوم .
* طرازها المعماري:
تمثل مئذنة قاتيباي كما يقول ولتسينجر مرحلة انتقالية انحرفت فيها عمارة المآذن المملوكية عن التأثيرات الأيوبية واتجهت نحو تغيير مقاطع الجذوع بين الأسفل والأعلى أكثر من مرة ، ونحو تتويج الذرى بالقلنسوات الكروية ، وبذلك ظهر التأثير المصري جلياً على عمارة مآذن دمشق خلال عصر المماليك الشراكسة .
وتعتبر مئذنة قايتباي من أجمل مآذن الجامع الأموي ، حيث تتميز المئذنة المملوكية بجذع مثمن يتوضع في أسفله ثمان نوافذ صماء ثلاثية الفصوص فوقها مداميك حجرية تساير انحناء الأقواس وتتصل في أعلاها بدوائر زخرفية سوداء تحددها أطر متناوبة النقوش والألوان فتضفي على هذا الجزء من الجذع عنصراً زخرفياً غاية في الجمال والإبداع ، كما تتدلى المقرنصات تحت شرفة المؤذن المسيجة بدرابزين حجري مزين بنقوش مفرغة وترتفع فوقها ساترة (مظلة) بسيطة يعلوها القسم الثاني الأصغر قطراً من الجذع الذي يتكرر فيه الزخارف الدائرية والأنطقة السوداء لينتهي بشرفة مؤذن ثانية أصغر من الأولى تتدلى من أسفلها المقرنصات أيضاً .
 ويكمل الجذع طريقه نحو الأعلى ليغاير مرة أخرى رتابة قسمي الجذع السفليين فيأخذ شكلاً أسطوانياً أصغر قطراً وينتهي بجوسق يحمل ذروة صنوبرية من الحجر كانت الذروة الأولى التي شيدت في دمشق على هذا الشكل .
يبلغ ارتفاعها من أرضية الجامع وحتى رأس الهلال حوالي 56م  وعدد درجاتها حتى الشرفة الأخيرة 237 درجة .
 
Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=146&id=1452