يقول الله تعالى في آية من آيات من كتابه الكريم: )اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ( [الأنبياء: 1-3] اقترب للناس حسابهم، فما بقي من أيام حياتهم، وما بقي من أيام الدنيا سوى القليل القليل، الذي سيمضي كلمح البصر، الذي سيمضي سريعاً، ثم يكون هذا الإنسان في الدار الأخرة، وفي موقف آخر، بين يدي ربه، ليسأله عن حياته وعن ساعاتها وأيامها وأعوامها، كيف عاشها وكيف أمضاها.

)اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُم( هل تستشعر أن الحساب قريب؟ هل تستشعر أن اللقاء مع الله تعالى قريب؟ هل تستشعر أن موعد موقفك بين يدي الله سبحانه وتعالى أقرب إليك من شيء تأمله وترجوه في هذه الحياة في المستقبل الذي تتمنى أن تحياه؟ )اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُون( أكثر الناس في غفلة، أكثر الناس لا يُفكرون في بيوم سيقفون به بين يد الله، أكثر الناس لا يُميزون بين الخير والشر، أكثر الناس لا يُفكرون في عاقبة أعمالهم، أكثر الناس لا يذكرون الله تعالى ولا يتدبرون القرآن، أكثر الناس لا يُؤدون الطاعة والعبادة تفكراً وتأملاً، وهذه الصور كلها هي من لوازم الغفلة )اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُون(