الأربعاء 15 شوال 1445 - 24 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2017-07-30 الساعة 10:54:50
الأخلاق (المرء يستطيع تغيير نفسه)
الشيخ أحمد سامر القباني

بتاريخ: 4 من ذي القعدة 1438 هـ - 28 من تموز 2017 م

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك وشكراً لك على آلائك, سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّـهِ شَهِيدًا * مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ﴾ [الفتح: 28-29]، صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله.

)يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد( [الحج: 1-2].

وبعد أيها الإخوة المؤمنون: فما زلنا وإياكم نتحدث عن الأسس والركائز التي قام عليها هذا التشريع الإسلامي، ومنها بل أهمها وأعظمها: العلم، والحلم، والرحمة، والأخلاق، واليسر، والفطرة الإنسانية السليمة، والتسامح.

ودخلنا في الحديث عن موضوع الأخلاق، ورأينا أن مِن أسباب بعثة هذا النبي العظيم صلى الله عليه وسلم أن يُتمم صالح الأخلاق، وأن يتمم مكارم الأخلاق، ورأينا أنَّ كل ما في حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم عظيم، ولكن الله سبحانه وتعالى امتدحه بالخلق العظيم، فقال سبحانه: )وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم(، ومِن عظيم فضل الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة أن الإيمان فيها ليس فقط بالأقوال وليس فقط بالاعتقاد، وإنما كذلكم بالأفعال والأخلاق، ((الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل))، هذا كلام حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، الإيمان قول وعمل، مِن عظيم فضل الله سبحانه وتعالى علينا أن الإيمان في ديننا عقيدة، ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره))، وأن الإيمان في ديننا أيضاً بعد العقيدة أخلاق، فيقول حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق))، وإماطة الأذى عن الطريق من الأخلاق، فهو عمل وليس قولاً، يُتَمِّم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القول: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان))، ويقول حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة: ((يا عائشة، إنَّ حُسن العهد من الإيمان))، إماطة الأذى عن الطريق من الإيمان، الحياء من الإيمان، إن حسن العهد من الإيمان، الإيمان حسن الخلق، ويتجلى ذلك واضحاً في قوله صلى الله عليه وسلم: ((ليس بالمؤمن الذي يبيت شبعان وجاره إلى جنبه جائع))، إذاً جعل التواصي بالجار جزءاً من الإيمان، وأيضاً نلحظ ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))، عندما تحب لأخيك ما تحب لنفسك هذا ليس عقيدة، هذا أخلاق ومعاملة، إذاً الإيمان عقيدة وعمل، لذلك نلحظ ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه))، فجعل إكرام الضيف ملازماً للإيمان، ((ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه))، لاحظ الإيمان مع مكارم الأخلاق دائماً، ((ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت))، كُلُّ هذا يدلنا على أن هذا الدين العظيم، وأن هذا التشريع العظيم جداً، قائم على الإيمان، والإيمان عقيدة وعمل، عقيدة وأخلاق.

وبعض الناس -أيها الإخوة- عندما نتحدث عن الأخلاق، ووعدنا بأن نتحدث عن ثمرات وفوائد الخلق الحُسُن، وعن الإنسان الصالح ذي الخلق الحسن، ما هي الثمرات والفوائد التي يحصلها، وذلك مِن خلال كتاب الله عز وجل وحديث حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم وهديه وسلوكه، ومِن خلال المعاملة اليومية مع الناس، فكثير مِن الناس يحب أن يَرى نتيجة الشيء الذي سيفعله في الدنيا قبل الآخرة، يقول لك: أنا ماذا سأستفيد مِن هذا الشيء في الدنيا؟ تقول له: هذا فيه الأجر والثواب مِن الله سبحانه وتعالى، فيقول لك: هذا الشيء حسن، وهذه في الدنيا بالنتيجة ماذا ستفيدني؟ سنرى فوائد ذلك وثمراته، لكن قبل أن أَلِجَ إلى هذا الموضوع أُريد أن أقف عند نقطة هامة، وهذه النقطة الهامة تناولنا جزءاً منها منذ أشهر، واليوم نتحدث عنها في هذه الخطبة، وهي أنَّ بَعض الناس يقول: موضوع الأخلاق ذُو شِقَّين: طباع في الإنسان، وتعامل مع الآخرين، الطِّباع في الإنسان جمع طَبْع، يقولون: الطبع غلب التَّطبع، فالإنسان ذو الأخلاق السيئة يقول: أنا أُريد أن أُحَسِّن أخلاقي، ولكن حاولت مِراراً ولم أستطع، إذا سمعته يقول هذا الكلام فاعلم أنَّ هذا الإنسان مُنهزم في شخصيته، انهزم قبل أن يبدأ بالمعركة، لماذا؟ لأنه كأنَّه يُكذب سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه، وهذا الإنسان حكم على نفسه بالفشل قبل أن يبدأ بالعمل، وهذه مُشكلة كبيرة.

الدَّليل: جاء حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى شبه جزيرة العرب، فوجدها قبائل متناحرة يقتل بعضهم بعضاً من أجل الماء ومن أجل الكلأ، حرب داحس والغبراء أكثر مِن أربعين عاماً من أجل ناقة ومن أجل امرأة، هؤلاء القوم صنع مِنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قادة للأمم، كيف؟ كان عندهم شيء مِن مكارم الأخلاق، فالعربي عنده النَّجدة، وعنده الوفاء، وعنده الكرم، ولكن كان عندهم مَساوئ أخلاق يندى لها جبين الإنسانية، لَيس الإسلام الإنسانية، كانوا يَئِدون البنات وهن على قيد الحياة خشية العار، طفلة عمرها ساعات يَحفر لها أبوها، يأخذها مِن أمها يحفر لها أبوها ويَضعها تحت التراب، يدفنها وهي حَيَّة، فجاء القرآن فقال: )وَإِذَا الموءُودَةُ سُئِلَت * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت(، وكانوا يقتلون أولادهم خَشية الفقر، فقال سبحانه وتعالى: )وَلا تَقتُلُوا أَولادَكُم مِن إِملَاقٍ نَحنُ نَرزُقُكُمْ وَإِيَّاهُم(، وكان عندهم أيضاً أشياء أخرى، وأما الجهل فكان السِّمة الطَّاغية عليهم، فقلما تجد إنساناً يتقن القراءة والكتابة، لذلك ترى بعد النظر عند ذلك النبي العظيم الكريم صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر مَن لم يكن عنده فِداء يَفتدي نفسه ففداؤه ما هو؟ تَعرفونها جميعاً، أن يُعَلِّم عشرة مِن أبناء المؤمنين القراءة والكتابة، لماذا؟ يُريد رسول الله أن ينقل هذا المجتمع مِن مُجتمع جَاهل إلى مجتمع يعلوه العلم، فبالعلم تَنهض الأمم، وجاء النَّبي صلى الله عليه وسلم وسط غمرة كل هذا: الجهل، والأمية، وقتل البنات وهنَّ على قيد الحياة، وقتل الأولاد خشية الفقر، وهذا التنابذ وهذا التنافر، جاء رسول الله فصنع مِنهم قادة للأمم، لو أنَّ الطَّبع يَغلب التَّطبع كيف ستُغير أخلاق هؤلاء الناس؟ كيف ستنقلهم مِن رعاة للإبل والشاة إلى قادة للأمم؟ كان مِن أحفادهم الإمام الرازي، وكان مِن أحفادهم كذلك كل العلماء في شتى علوم الحياة، كابن الهيثم، وابن خلدون، وغيرهم من العلماء، أصبحوا قادة للأمم بالعلم، فتحوا قلوب العباد، ولم يفتحوا أسوار البلاد، فتحوا قلوب العباد بهديهم وأخلاقهم، فأنت عندما تقول الطبع غلب التطبع، وأنا عندي أخلاق لا أستطيع أن أغيرها، فهذا معناه الفَشَل قبل العمل، الحل: أن تبدأ بحياة جديدة وطباع جديدة، وأن تبدأ بترويض نفسك، وأن تبدأ بمجاهدتها ومراقبتها.

أحد الأشخاص يقول: أنا حاولت مراراً أن لا أكذب، لكن الكذب موجود، كما يقول العامة: الكذب بِدَمِي لا أستطيع، يعني أحاول أراقب نفسي عشر دقائق ربع ساعة أصدق، لا أرى إلا شخص يأتيني، أبدأ بقصة معه أبدأ بالكذب فيها، هذا الكلام غير صحيح.

أحد الأشخاص يقول: أنا سريع الغضب، حاولت مراراً أن أترك الغضب فلم أستطع، هذا الكلام غير صحيح.

أحد الأشخاص يقول: أنا لساني بَذِيء، حاولت مراراً  أن أُصلح هذا اللسان، يقول: أصلحه الله، هذا اللسان حاولت مراراً وتكراراً ما استطعت، منذ كنت صغيراً هذا كلامي، لا أستطيع أن أغيره.

أحد الأشخاص يقول: أنا مُدمن على الكلام مع الفتيات بأشكال محرمة، يأباها الطبع السليم، تأباها طبيعة الإنسان العربي الشرقي، يأباها ديننا الحنيف، حاولت مراراً أن أترك البنات ما استطعت، طبعاً بعلاقات مشبوهة وسيئة.

كثير مِن الأشخاص يتحدثون، كل واحد منهم يتحدث عن مسألة وخلق موجود فيه، هذا الخلق سيء يحتاج إلى تغيير، فأقول لك: أيها الأخ الكريم:

أولاً: لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام القدوة الحسنة، كيف غَيَّرَهم رسول الله؟ إذاً أنت تستطيع أن تتغير.

ثانيـــــاً: يقول رب العزة والجلال في محكم التنزيل: )قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا -أي النَّفس الإنسانية- وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(، وقال سبحانه وتعالى: )قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى(، أين الشَّاهد في هذه الآيات؟ أين الشاهد فيها؟ قال: (زَكَّى) فِعل مُشَدَّد، مضارعه يزكي، زكى نفسه يزكي نفسه، تزكى أكثر مبالغة، ومضارعها يتزكى، قال: وهذا مِن الأفعال المضعفة في اللغة العربية، عليها شدة تضعيف، وهذا يَدُلُّ على أَنَّ الأمر فيه جُهد وكُلفة ومُطاوعة، فيجب أن يُجاهد الإنسان نفسه، ويستطيع أن يُزكيها، ومعنى أن يزكيها أن يَنقلها مِن الخبث إلى الطهارة، أن ينقلها مِن السَّيء إلى الحسن، هذا مَعنى زَكَّى نفسه، )قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى(، )قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(، ولو كان الأمر مُستحيلاً لما طلبه الله مِنَّا، لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، فلا تقل لي لا أستطيع أن أُغَيِّر طَبعي، هذا الكلام مرفوض.

ثالثــــاً: هناك أحاديث كثيرة أقتصر على بعضها:

الحديث الأول: يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه عند البخاري ومسلم: ((وَمَنْ يَتَصَبَّر يُصَبِّرهُ الله))، مَن يُحاول الإنسان الغضوب شَديد الغضب سريع الانفعال، إذا حاول أن يُصبر نفسه فإن الله سيُصبره، الله سيأخذ بيدك، لكن أنت ابدأ الطريق ولا تنهزم، لا تقل لا أستطيع، أنت تستطيع بإذن الله، تَشَجَّع، كن إنساناً إيجابياً، ((وَمَنْ يَتَصَبَّر يُصَبِّرهُ الله)).

الحديث الثاني: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الطبراني وغيره، وهو حديث حسن، يقول: ((يا أيها الناس: إنما العلم بالتَّعلم، والفقه بالتَّفقه))، فالإنسان لا يُولد عالماً، الإنسان لا يُولد فقيهاً، العلم بالتَّعلم، والفقه بالتفقه، ((مَن يرد الله به خيراً يفقه في الدين)).

الحديث الثالث: أيضاً عند الطبراني في الكبير، وراويه سيدنا أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم))، إذا أردت أن تتعلم الحلم فأنت تستطيع، ((وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحرى الخير يُعطه)) الذي يَبحث عن الخير ربي يُعطيه الخير، انظر إلى كلمة (يتحرى)، أي يجب أن تبحث بشكل دائم، التَّحري هو البحث، ((ومَن يتحرى الخير يعطه))، الله يُعطيه الخير، ((ومن يتقِ الشَّر يُوقه))، وفي رواية: ((ومن يتوقى)) الذي يبتعد عن المشاكل، الذي يبتعد عن الشر، يبتعد عن مساوئ الأخلاق، يُحاول أن يُحَسِّن أخلاقه؛ ربي سبحانه وتعالى يَقيه الشر، ((ومن يتوقى الشر يوقه)).

الحديث الرابع: راويه أبو داود والترمذي وابن ماجه في سننهم، عن سيدنا أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، أنا زعيم -أنا  كفيل- ببيت في ربض الجنة -في طرف الجنة لا بوسطها ولا بأعلاها، يعني لكن داخل الجنة، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر- لمن ترك نعم  المراء -يعني الجدال- ولو كان محقاً))، يقول صلى الله عليه وسلم: ((وأنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً))، لا يكذب المؤمن حتى في حالة المزاح، وختام الحديث هو الشاهد مع ما قبله، يقول عليه الصلاة والسلام: ((وأنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لِمَن حَسَّن خُلُقَهُ))، وهناك رواية: ((لِمَن حَسُن خُلُقهُ))، ولكن نحن نستشهد براوية: ((حَسَّنَ خُلُقَه))، فالمؤمن يَستطيع إذاً أن يُحَسِّن خلقه، يعني جاهد نفسه، كان عنده طباع سيئة، كان يكذب، فبدأ يُراقب لسانه، لا يسمح لكلمة أن تخرج مِن لسانه قبل أن ينظر، هل هي صِدق أو كذب، لا يَسمح لكلمة تخرج من لسانه قبل أن يَزِنها، هل هي هذه الكلمة صواب أم خطأ؟ تُؤذي أحداً أو لا تؤذي أحداً؟ هل فيها مُبالغة تودي بهذا الإنسان إلى الكذب أو أن ما يقوله حق وحقيقة؟ هذا الإنسان سَريع الغضب يُراقب أفعاله، كلما أراد وَهَمَّ بأن يَغضب يتذكر هذه الأحاديث، ويتذكر هذه الآيات، ويتذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبد القيس -واسمه المنذر بن عائذ- قال له: ((إنَّ فِيك خصلتين يحبهما الله)) قال: ما هما يا رسول الله؟ قال: ((الحلم والأناة))، والغضب لا يأتيك بخير، لا يأتيك إلا بالشر،  والحلم سيأتيك بكل خير، كلما أراد أن يُكلم أحداً كلاماً غير لائق، أو أن يُقيم علاقة غير صحيحة، تذكر الله، تذكر أعراض الناس، وأنَّه لا يمكن أن يَعبث بأعراض الناس وأن يتركه الله، وأن يترك عرضه دون أن يعبث أحد به، كلما تذكر خلقاً سيئاً حسنه.

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، استغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين.

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1157
تحميل ملفات
فيديو مصور