الثلاثاء 07 شوال 1445 - 16 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2017-09-19 الساعة 12:05:44
حُسْنُ الخُلق مع الله
الشيخ أحمد سامر القباني

بتاريخ: 24 من ذي الحجة 1438 هـ - 15 من أيلول 2017 م

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك، وشكراً لك على آلائك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون.

وبعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم وإياي على طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير.

ما زلنا وإياكم -أيها الإخوة المؤمنون- ضِمن المنهج العام لِخطب الجمعة، نتحدث عن الأخلاق، وكيف أنَّ لِلأخلاق نَصيباً كبيراً في تشريعنا الإسلامي وفي دِيننا العظيم، ذَلكم لأنَّ الله سبحانه وتعالى عن طريق الصَّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، جعل الأخلاق جُزءاً مِن الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان))، وقال صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها: ((يا عائشة، إنَّ حُسن العهد من الإيمان))، وألف الإمام البيهقي وغيره كُتباً تتحدث عن شُعب الإيمان، أي أنواعه وأقسامه، ثم بعد ذلك جَعلوا لِلأخلاق أكثر مِن ثُلثي هذه الشعب، فإذاً إيماننا تَصديق بالجنان -بالقلب- ونُطق باللسان وعمل بالأركان -أي بالجوارح-.

ثم عَرَّجنا بعد ذلك على قول كَثير من النَّاس: إنَّني حاولت مِراراً وتكراراً أن أتغير وأن أُحَسِّن أخلاقي فلم أستطع، لأنَّ الطبع غلب التَّطبع، وقلنا: إنَّ هذا الكلام يُكذبه كلام الله عز وجل وحديث النَّبي صلى الله عليه وسلم، فالله كَلَّفنا محاسن ومكارم الأخلاق، و )لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا( [البقرة: 286]، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما العلم بالتَّعلم، وإنما الحلم بالتَّحلم، ومَن يتوخى الخير يُعطَه، ومَن يتوقى الشَّرَّ يُوقه))، فتستطيع أن تتحلم فَتُغير مِن طَبع الغضب الموجود لديك، وتَستطيع أن تتعلم فتَتَخَلَّص بذلك مِن الجهل، وتستطيع أن تتلمس مَواطن الخير والله سيُعطيك إياها، وأن تبتعد عن مواطن السوء التي تجرك إلى المخالفات الشرعية وسوء الخلق في التعامل مع الناس، وإذا قصدت ذلك فإن الله سَيَقِيك السُّوء وأهله.

ثم بعد ذلك قلنا: إنَّ علماءنا الأفذاذ رضي الله تعالى عنهم قَسَموا حُسن الخلق إلى قسمين:

القسم الأول: حسن الخلق مع الله.

والقسم الثاني: حسن الخلق مع العباد أي مَع خلق الله.

أما الأول: فهو ثلاثة أقسام حُسن خلق مع الله:

الأول: تَلَقِّي أخبار الله سبحانه وتعالى بالتصديق، وها هنا تَكَّلمنا -في خُطبة كاملة- تكلمنا عن مَن يُنكر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنَّه بإنكاره لِسُنة رسول الله وعدم عَدِّهَا حُجَّة في التَّشريع وعدم اعتبارها دَليلاً مِن أدلة الدِّين هو بذلك يَهدِم الدِّين ويَنسفه، لأن مُعظم أحكام الشَّريعة جاءت في السُّنة، ولم يأت مِن الأحكام الفقهية في القرآن إلا 5% فقط مِن الأحكام التَّشريعية، معظم القرآن قصص قرآنية فيها العبرة والاتعاظ، وبعد ذلك يأتي الأحكام الشرعية، وفيها الأحكام الإيمانية والاعتقادية، وفيها الحث على مكارم الأخلاق، ولكن كل ذلك لا يتجاوز 5%، و 95 % مِن أحكام الله موجودة في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أدري مَن يُسَمُّون أنفسهم بالقرآنيين الذين فقط يأخذون بالقرآن ويتركون سنة رسول الله لا أدري كيف سَيَتعاملون وهم قرآنيون كما يَقولون كيف سيتعاملون مع قول الله عز وجل: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ ]الحشر: 7[، كيف سيتعاملون مع قوله تعالى :﴿أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ -كيف سيطيعوا الرسول- وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾ ]النساء: 59[، كيف سيتعاملون مع قول الله عز وجل: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم﴾ ]الأنفال: 24[، كيف ستطيعون وكيف ستقتدون وكيف ستستجيبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم رسول المحبة والسلام والإنسانية وأنتم لا تأخذون بسنته وهديه وحديثه؟ هذا تناقض!.

القسم الثاني: من حُسن الخلق مع الله عز وجل: تلقي أحكام الله تعالى بالقبول والتنفيذ والتطبيق، وإلا فَخُلقك مع الله ليس بكامل.

أولاً: تَلَقِّي أخبار الله بالتصديق.

ثانياً: تَلَقِّي أحكام الله سبحانه وتعالى بالقبول والتنفيذ والتطبيق.

وكثيراً ما يَنتشر الآن بين المؤمنين كلام خطير، هو أنَّه يأتيك بآية أو حديث، ثم يقول لك: أنا غير مُقتنع بما جاء في هذا الحديث، هذا كلام خطير، أنت أولاً قلت وأنت تعلم وفي عقيدتك وفي إيمانك أنَّ هذا القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا مِن خلفه، )إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون(، فالله حفظ القرآن مِن التَّحريف والتَّغيير والتَّبديل، فكيف تقول: لا أقتنع بهذا الحكم الشرعي؟ نأتيك بحديث صحيح؟ حُسن الخلق والأدب مع الله ومع رسول الله أن تتلقى هذا الحديث بالتَّصديق، ثم أن تتلقى أحكامه الواردة في متن هذا الحديث بالتطبيق والتنفيذ والقبول.

مثلاً، وهذا المثال مِن خلاله أنفذ إلى ما قاله علماء الشريعة والأصول، لأن أحكام الله سبحانه وتعالى الشرعية العملية الفقهية وليس الاعتقادية تنقسم إلى قسمين:

قسم تعبدي، وقسم تعليلي، أما القسم التعبدي مِن أحكام الله فلم يَأت مُعَلَّلاً، ولا نعرف عِلَّته، وربما نَعرف حكمته، كيف إذا سألناك عن أعداد ركعات الصلاة: لماذا تُصلي الظهر أربع ركعات؟ ولماذا في خطبة الجمعة نُصليها ركعتين؟ ولماذا المغرب ثلاث ركعات؟ ولماذا الفجر ركعتان؟ تقول: لا أدري، ولم يُبَيِّن الله ولا رسول الله عِلَّة أعداد الركعات، فأنت تقول: سَمعنا وأطعنا، وتصلي وتأخذ نفس العدد المطلوب منك شرعاً، هذا حكم تعبدي.

إننا نَصوم مِن غُروب الشَّمس أو مِن طلوع الفجر إلى مَغيب الشَّمس، لماذا لا نصوم مثلاً في غير هذا الوقت؟ لا ندري، هذا أمر تعبدي لم تذكر عِلَّته.

لماذا ندفع الزكاة اثنين ونصف بالمائة ولا ندفعها ثلاثة بالمائة أو اثنان بالمائة؟ لماذا هذا الكسر 2,5%؟ لا ندري، هكذا أمر الله، هذا العدد لا نَعرف العِلَّة لتشريعه.

 لماذا نطوف حول البيت سبعة أشواط؟ ولماذا نطوف عكس عقارب الساعة؟ ولماذا نسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط؟.

ولماذا؟ ولماذا؟ أسئلة كثيرة لا جواب عنها.

أنا أقول لك: لا جواب عنها لن تجد الجواب لأنَّها أحكام تعبدية، ما معنى الأحكام التعبدية؟ قال: هي امتحان وابتلاء واختبار، هو )الذِي خَلَقَ الـمَوتَ وَالحَيَاةَ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلَاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُور( [الملك: 2]، ليبلوكم أي ليختبركم، عندما تُريد أن ترفع طالباً مِن سنة جامعية إلى سنة أخرى أو في الثانوية أو الإعدادية تقوم بامتحان، هذا الامتحان مِن خلاله إما أن ينجح هذا الطالب أو أن لا ينجح، عندما تُريد أن تختار موظفين لك في شركتك فإنَّك تقوم بمقابلة معهم، يقدمون الـ CV يقدمون السيرة الذاتية، ثم تُقابلهم فتسألهم عدة أسئلة، لِتراهم هل هم مُناسبون للعمل معك أو غير مناسبين للعمل معك، فإذا وجدتهم أهلاً لذلك قَبِلتهم في عداد موظفيك.

الله عز وجل جعل هذه الأحكام التعبدية امتحاناً واختباراً، فليس لك أن تقول: لماذا؟ وإذا سألت: لماذا؟ وهذا حَقُّ كل إنسان أن يَسأل: لماذا؟ فلن تستطيع الوصول إلى جواب؟ ومنها العِدَّة، عدة المرأة إذا طُلِّقت أو توفي عنها زوجها، البعض مِن الناس يقول: هذا الرجل كان مُسافراً، وزوجته موجودة في البلد، وطلقها بعد سنة، لم يحصل بينهما لقاء، فلماذا العِدَّة، لماذا العدة يا أخي؟ أليست العدة لاستبراء الرَّحم؟ ليعلم هل المرأة حاملاً أو لا؟ لا ليس مِن أجل ذلك العدة، مَن قال لك العدة مِن أجل ذلك؟ العدة أمرٌ تعبدي، وهذا الحكم يَجهله كثير من الناس، فيأتيك إنسان ويقول لك: إذا كان بعيداً عن زوجته لماذا تعتد؟ أنا غير مُقتنع بهذا الكلام، قال علماؤنا: هذا مِن سوء الأدب والخلق مع الله ورسوله، لأنك صَدَّقت، الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء خيره وشره، الكتاب والرسول يقول لك: تَعتَدُّ، إذاً تعتد، إذاً هذه أحكام تعبدية، ومنها لُبس الذهب للرِّجال كذلك.

وهناك أحكام تعليلية مُعللة، هذه الأحكام كقوله صلى الله عليه وسلم عندما سُئِلَ عن سؤر الهرة، الهرة تشرب مِن إناء؟ هل تَنَجَّس هذا الإناء وما فيه؟ القاعدة الفقهية تقول: اللُّعاب مُتَوَلِّد مِن اللحم، فإذا كان لحمه لا يُأكل فسؤره نجس، فإذاً ينبغي أن يَنجس هذا اﻹناء وهذا الطعام أو الشراب الموجود في اﻹناء، هكذا القاعدة الفقهية، لكنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم عندما سُئِلَ عن سؤر الهرة قال: ((إنَّها لَيست بنجسة)) لماذا يا رسول الله؟ قال: ((إنها مِن الطوافين عليكم والطوافات))، ﻷنها تطوف في المنزل، فإذا لَمَسَت الهرة أيَّ شيء في المنزل تنجس، فتقع اﻷمَّة في حرج عظيم، ﻷن الهرة موجود في بيوتاتنا كلنا، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل هذه العِلَّة الضرورة، قال: سؤرها ليس بنجس، إذاً هذا الحكم مُعَلَّل.

زَار قومٌ مِن فقراء المؤمنين المدينة المنورة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ووافقت زيارتهم عيد اﻷضحى، وأنتم تعلمون غادرنا عيد اﻷضحى قبل أيام قليلة، نحن نُضَحِّي في عيد اﻷضحى، فاﻹنسان يُضَحِّي، يذبح ثم يَدَّخر الثُّلث إن شاء ويتصدق بالثُّلث ويُهدي الثُّلث، أليست هذه أحكام اﻷضحية في هذه السُّنة؟ نهى رسول الله عن ادخار لحوم الأضاحي، يعني تذبح وتأكل أنت لا مانع، وتتصدق بالباقي، فجاء الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه: لماذا نهيتنا يا رسول الله عن ادخار لحوم اﻷضاحي هذا العيد وهذا العام؟ فقال: ((إنما نهيتكم عن إدخار لحوم اﻷضاحي للدابة))، أي للقوم الذين جاؤوا، قوم فقراء يريدون أن يأكلوا، لكي تُطعموا هؤلاء الفقراء.

اﻵن عندما يكون هُناك أزمة في البلد فإن الانسان يُؤثر غيره على نفسه، فإنَّ اﻹنسان حتى لو كانت عَيشته هنية رضية فإنَّه يَنزل إلى الحد اﻷدنى مِن المعيشة، ويُؤثر الناس على نفسه، نعم هذا هو الحكم الشرعي، مِن أين أخذناه؟ مِن هذا الحديث، ﻷنَّه مُعَلَّل، ((إنما نهيتكم عن ادخار لحوم اﻷضاحي للدابة))، أي من أجل الدابة.

فإذاً اﻷحكام الشرعية نوعان: تعبدي، وتعليلي.

واﻵن لقائل أن يقول: أليس هذا مناقضاً للعقل؟ فنقول: لا، ليس مناقضاً للعقل، ﻷن الله يريد أن يختبرك، أتطيعه أو لا تطيعه، كثيراً ما تختبر جهات كثيرة درسية علمية طلابها، وليس لطالب خيار، ولو كان مجتهداً، فهذا مِن قبيل هذا النوع، ولقد اختُبر الصحابة في أيامهم اختبروا بأعظم من ذلك، وكنت قد رويت لكم ذلك، وأختصره اﻵن، اختُبروا بأن اﻷفكار التي يُفكرونها في عقولهم سوف يحاسبون عليها، اﻷفكار الخواطر الوجدانية، اﻹنسان يُفَكِّر بالشيء الحسن وبالشيء القبيح، الإنسان يفكر بالحلال ويفكر بالحرام، لكن تفكير، هل سَيُحاسب على تفكيره إذا فَكَّر بأمر مَنهي عنه؟ نعم اختبر الصحابة بذلك، ونزل قوله تعالى -وكلكم يحفظ هذه اﻵيات في نهاية سورة البقرة- قال الله تعالى: )للهِ مَا في السَّمَوَاتِ وَمَا في اﻷَرضِ وَإِنْ تُبدُوا مَا في أَنفُسِكُم أو تُخفُوهُ يُحَاسِبكُم بِهِ الله(، الله أكبر، ما هذا الابتلاء الكبير؟! إذا أخفيتُ شيئاً فكرت فيه حرام في نفسي سوف أعاقب عليه يوم القيامة؟! اﻵية تقول: نعم، يُحاسبكم عليه، فيغفر لمن يشاء ويعاقب من يشاء، والله على كل شيء قدير.

ذهب الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدثوه عن اﻵية، وقالوا له: يا رسول الله، إنَّ الإنسان ليخطر له الخاطر مِن سخط الله، يُفَكِّر بالحرام، بمخالفة شرعية، سيُحاسب بالتَّفكير؟ طيب ما فعل، أي فعل مِن أجل القيام بهذه المعصية أو المخالفة، ما عمل ولكن فَكَّر، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أتريدون أن تقولوا لي كما قال بنو إسرائيل لموسى: سمعنا وعصينا؟ قولوا: سمعنا وأطعنا، فقال الصحابة كلهم: سمعنا وأطعنا، فَنُسخت هذه الآية.

انظر إلى ثمرة الطاعة لله ورسوله، التخفيف، الثمرة جاءت بأن الله نسخ لهم حكم هذه الآية وبقيت تلاوتها إلى يوم القيامة، فنزل بعدها قوله تعالى كما ورد في السُّنن: )آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ( [البقرة: 285-286]، وأنتم تعرفون تتمة هذه الآيات.

فإذاً نُسخ حكم هذه الآية وبقيت تلاوتها، لن نُآخذ على أفكارنا، هذا ثمرة سمعنا وأطعنا.

كم وكم مِن شبابنا سافر، وكم وكم مِن شبابنا ذهب إلى بقاع كثيرة في أرجاء العالم، ونعرف كثيراً منهم، وكان الرائد لهم وكان بَين عينيهم دائماً تقوى الله عز وجل، الذي سُئل عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة فقال: ((تقوى الله وحسن الخلق))، وكان بإمكانهم أن يقترفوا المعاصي والآثام، ولكنهم صبروا، ولكنهم كانوا بإرادة وعزيمة قوية، ولم يرتكبوا تلك المخالفات الشرعية، لأنهم قالوا: سمعنا وأطعنا، وهؤلاء ينبغي أن يُتَوَّجُوا بتاجٍ مِن نور وبتاج من تقدير واحترام في الدنيا قبل الآخرة.

مِن حسن الخلق مع الله عز وجل تلقي أحكام الله بالتصديق، ومِن حسن الخلق مع الله تلقي أحكام الله بالقبول والتنفيذ والتطبيق.

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، استغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين استغفروا الله.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1210
تحميل ملفات
فيديو مصور