السبت 11 شوال 1445 - 20 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2017-07-06 الساعة 20:54:32
الالتزام بعد شهر رمضان
الشيخ أحمد سامر القباني

بتاريخ: 28 من رمضان 1438 هـ - 23 من حزيران 2017 م

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك، وشكراً لك على آلائك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،  صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون.

وبعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم وإياي على طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وأن خير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد( [الحج: 1-2].

وبعد أيها الإخوة المؤمنون: سؤالان اثنان:

السؤال الأول: نِشعر أننا في رمضان أقرب إلى الله، وكثيراً ما يقول لنا الإخوة ذلك، وكثير مِن الشباب ومِن الرجال والنساء والفتيات يَسألون ويسألن: لماذا نَشعر أننا في شهر رمضان أقرب إلى الله سبحانه وتعالى؟ لماذا نشعر بل ندرك ونلمس ذلك، نلمسه بشكل محسوس، أننا في رمضان أقرب إلى الله سبحانه وتعالى مِن خارج رمضان؟

والجواب -أيها الإخوة- هو في تَركيب خلق الإنسان، الجواب يَكمن في تركيب خلق الإنسان، كيف؟ الإنسان مخلوق من شيئين: جسد وروح، الجسد هو الذي تَعيش معه وينمو: اللحم الجلد الأظافر العظم الشرايين الأعصاب، وهكذا، هذا يُشكل شيء اسمه الجسد، هذا الشيء الأول من خلق الإنسان، الشيء الثاني هو الروح، جسد وروح، وكثير مِن الناس لا يُدركون هذه الحقيقة، عندما يتعاملون مع أنفسهم، عندما يُريدون أن يتصلوا بخالقهم، عندما يُعامل بعضهم بعضاً، يَنسون هذه الحقيقة، ويبقى الناحية الجسدية هي المسيطرة على الإنسان، نحن دائماً نسعى إلى تغذية هذا الجسم، وإعطائه كل ما يريد الجسد، يقول: أنا جِعت، [تكرم أطيب أكلة، أظرف أكلة]، الجسد يُريد أن يشرب شراباً لذيذاً، [تكرم عينك]، الجسد يُريد أن يتزوج لأن عنده حاجة إلى الطرف الآخر، فنسعى ويركض الشاب وأهالي الشاب مِن أجل أن يزوجوا هذا الشاب، اذهبوا اكسوا له البيت، افرشوا له البيت، اخطبوا العروس، افصلوا النقد، ضعوا ملبوس البدن، اسألوا كم يُريدون صيغة الذهب، كل هذا مِن أجل أن يتزوج، والزواج خِدمة للجسد، الجسد يُريد أن ينام، طيب هذا سرير وفراش دافئ في الشتاء، مرطب وبارد في الصيف، كله خدمة لهذا الجسد، الجسد يُريد ملابس ظريفة، اشترى ثياباً جديدةً وحِذاءً جديداً، لأن النفوس تريد ذلك، وهذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم في العيد، أن يَلبس الإنسان جديداً.

إذاً كل هذا تلبية لرغبات الجسد، والسؤال: ألا تُلاحظون أن تَكلفة هذا الجسد وخِدمة هذا الجسد باهظة ومرتفعة، باهظة والله ومرتفعة خدمة هذا الجسد، الأكل غالٍ، والشرب غالٍ، والزواج غالٍ، كل شيء يريده هذا الجسد غالٍ، تَكلفة غالية وباهظة، نَركض في خدمته كثيراً هذا الجسد، عِلماً بأن الرُّوح هي الأساس في خلق الإنسان، الدليل أن هذا الإنسان الذي هو الآن يَشعر أنه شيء ذو قيمة -طبعاً الإنسان ذو قيمة ربنا قال: )وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ( [الإسراء: 70]، لكن الإنسان المتكبر لَيس بذي قيمة، لأنه أسقط قيمة نفسه بأنه أراد أن يُقلد الله في صفاته: ((الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني فيهما قصمته ولا أبالي))، يأتي إنسان وقد لَبس ثيابه الجميلة ولمع حذاءه، فيدوس أحد على حذائه فإذا به يغضب، ويقول له: ألا ترى؟ افتح عينك جيداً وأنت تمشي، نفس الإنسان عندما يموت فيدفن في القبر لا يدوسوا على حذاءه القليل من الغبار بل يَضعون التراب فوق وجهه وهو لا ينبس ببنت شفة، الإنسان نفس الإنسان، ما الذي حَصل؟ قال: خَرجت الروح مِن الجسد، إلى أين الجسد؟ إلى التراب، نُغذي أجسادنا ونَتكلف عليها، ولا نُغذي أرواحنا.

واللفتة الجميلة في هذا الموضوع أن غِذاء الأرواح مجاني، وغذاء الأجساد مُكلف، غِذاء الأرواح مجاني، هو ذِكر الله، يقول رب العزة والجلال في محكم التنزيل: )الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ( [الرعد: 28]، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((إن القلوب لتصدأ وجلاؤها ذكر الله عز وجل))، غِذاء الأرواح قراءة القرآن، غِذاء الأرواح ذكر الله، غذاء الأرواح التذلل بين يدي الله سبحانه وتعالى بالأسحار، غذاء الأرواح الصلاة مع المؤمنين في جماعة، غذاء الأرواح الكلمة الطيبة، غذاء الأرواح أن تُعامل الناس بالحسنى، غذاء الأرواح أن تخلو بينك وبين الله، تَسجد بين يديه، تضع جبهتك على الأرض، تُناجيه وتقول له: يا رب، هذه الجبهة لَن تسجد يوماً إلا لِعظمتك وجلالك، اللهم قِني عذاب النار، هذا هو غذاء الأرواح، غذاء الأرواح مجاني ونحن نُعرض عنه، وغذاء الأجساد مُكلف، يا لطيف كم هو مكلف، وخُصوصاً هذه الأيام في الغلاء ونحن مُقبلون عليه، نَنسى أرواحنا ونُطلق العنان لأجسادنا، وأجسادنا إذا شَبِعت مِن الحلال فإنها تطلب الحرام.

قال أهل الله: الإكثار مِن المباحات يُخشى على صاحبه في الوقوع في الحرام، الحرام يعني الصغائر، يُكثر مِن المباحات، هذا الجسد يُحب دائماً الأشياء الجديدة، يُكثر من المباحات مَن أرخى لنفسه العنان، يَعني دائماً كل شيء يَطلبه الجسد ينساق وراءه مباشرة، فإنه يُخشى عليه مِن الوقوع في الحرام، ما قالوا: يَقع، يُخشى عليه مِن الحرام، ومَن أكثر مِن الحرام يعني من الصغائر يُخشى عليه مِن الوقوع في الكبائر، مَن أكثر مِن الصغائر دون أن يتوب ويَرجع ويَستغفر ويُنيب يُخشى عليه مِن الوقوع في الكبائر، ومَن أكثر مِن الكبائر ليس له هم عند فعل الكبائر، أصبحت عادية، الزنا عادي، شرب الخمر عادي، كل شيء عادي بالنسبة له، وواضع بذهنه [كم سنة بينبسط] ويرجع يتوب إلى الله ويدخل الجنة مع الأبرار والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، هكذا وَضع في ذهنه، وكأنه يملك ساعة موته، يُحشر المرء على ما مات عليه، ومَن أكثر من الكبائر مَا يهمه شيء، قال: يُخشى عليه مِن سوء الخاتمة والعياذ بالله، يُخشى عليه من سوء الخاتمة، نُعيدهم لِكَي نَحفظهم: مَن أكثر مِن المباحات وانساق وراء مطالب جسده كثيراً يُخشى عليه من الوقوع في الحرام يعني في الصغائر، ومَن أكثر مِن الحرام -الذنوب الصغائر- يُخشى عليه من الوقوع في الكبائر، ومَن واظب على الكبائر يُخشى عليه مِن سوء الخاتمة، هذا هو الجسد، مطالبه هكذا، هذا الجسد مطالبه لا تنتهي، طالما الشيطان موجود مطالب الجسد لا تنتهي، وهناك النفس الأمارة بالسوء، الحل؟ الحل وجدته في رمضان، أنت وجدت نفسك أقرب إلى الله في شهر رمضان، لماذا؟ لأنك أَقمت هذا التوازن، هذا التوازن المفقود خارج شهر رمضان، الإنسان المؤمن يَجعل لله مِن وقته نصيباً، لا يُوجد لديه شرود دائم، عنده شيء اسمه )وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ( [العنكبوت: 45]، فذكر الله له نصيب في يومه وفي وقته، الإنسان المؤمن الحقيقي يُعطي الصلاة حقها، يقف في الصلاة وهو يَقف بين يدي الله سبحانه وتعالى، إذا رفع يديه ليقول: الله أكبر، يَعني بهذه الحركة أنه وَضع الدنيا كلها وراء ظهره، الإنسان المؤمن الحقيقي هو الذي لا يَهجر القرآن خارج رمضان، بل يبقى مُواظباً على كتاب الله خارج رمضان، الإنسان المؤمن الحقيقي هو الذي يَخشع في صلاته، وطالما أنَّك تَقرأ مِن قصار السور فقد حَفظها عقلك، فإنك ستقرؤها بلسانك بشكل آلي، وإذا قَرأتها بشكل آلي ستشرد، الحل أن تَحفظ شيئاً جديداً مِن القرآن، فإذا حَفِظت شيئاً جديداً وقرأته في الصلاة لن تشرد، لأنك ستُفكر في الآيات التي تقرؤها، هذه الآية ما هي نهايتها: لعلكم تشكرون، لعلكم تعلمون، هذه الآية ما هي بدايتها؟ ستفكر في القرآن ولن تفكر في الدنيا، الإنسان المؤمن الحقيقي يَعلم أنه ليس هناك شيء مستحيل، فكثير مِن علمائنا طلبوا العلم بعد عام الستين، وهناك رجل أعرفه حفظ القرآن بعد سبعين عاماً بدأ بحفظ القرآن، كان منزله في الزبداني، في طريقه يَضع شريطاً لمدة شهر، جُزءٌ يُعيده لمدة شهر، حَفِظَ القرآن مِن المسجلة، عمره فوق السبعين سنة، وكان مِن أعيان دمشق، ورئيساً لجمعيتين خيريتين، رحمه الله، بعد سبعين سنة بدأ بحفظ القرآن، نحن الآن نَظن أن ذاكرتنا تبلدت، لا نستطيع حفظ القرآن، أين الإيمان الحقيقي؟ كم سورة صغيرة تحفظ؟ المؤمن الحقيقي صاحب همة، المؤمن الحقيقي لا يعود إلى ما كان عليه قبل رمضان.

أيها الإخوة الكرام: رَبُّ رَمضان هو رب بقية الشهور، أنت فَرِحت في رمضان، وشعرت أنك أقرب إلى الله، لأنك أقمت هذا التوازن، غَذَّيت جَسدك ثم جَوَّعته بالصيام، غَذَّيته في الليل وجوعته وأظمأته في النهار، غَذَّيت روحك بصلاة قيام الليل، غَذَّيت روحك بقراءة القرآن، غَذَّيت رُوحك بالدخول إلى بيت الله، كم مِن الشباب ومِن المسلمين لا يدخل بيت الله عز وجل إلا في رمضان، إلا إلى صلاة الجمعة، لا يُصلون الصلوات، ولا جُزء من الصلوات الخمس مع الجماعة، لا يَخطر ببالهم هذا الشيء، أنت غَذَّيت روحك عندما ذكرت الله عز وجل، وجلست بالأسحار في هذا الوقت العظيم الجميل الرائع، الذي يَغفل الناس عنه، الثلث الأخير من الليل، فقمت وناجيت الله سبحانه وتعالى بقلب مُنيب تائب راجع إليه، أنت غَذَّيت روحك في رمضان، لا تحرمها مِن هذا الغذاء بعد رمضان، إذا أردت أن تَشعر أنَّك مَا زلت قريباً إلى الله خارج رمضان لا تحرمها.

الشيء الآخر الهام: الآن في رمضان تُصفد الشياطين، أنت تريد أن تُغذي روحك، ستقوم بغذاء الروح وهو غذاء شيء أساسي: الذكر، وقراءة القرآن، والسجود، والتضرع إلى الله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والصلاة مع الجماعة، وقيام الليل، وإلى ما هنالك من هذه الطاعات، تذكر أن هناك شيطاناً سوف يأتيك بعد رمضان ليحرفك وليخرجك عن الجادة الصحيحة، فكن له بالمرصاد.

الحل: الحل في قوله صلى الله عليه وسلم في هذين الحديثين:

الحديث الأول: الذي أخرجه الترمذي في سننه، عن سيدنا الحارث الأشعري رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله)) نقطة انتهى.

نعيد الحديث: ((العبد لا يُحرز نفسه)) ما معنى: لا يحرز نفسه؟ يعني لا يُمكن أن يُحصن نفسه مِن الشيطان إلا بذكر الله، لِذلك أَبقِ مَسبحتك بجيبتك، هذه السُّبحة التي أنت لا تُلقي لها بالاً، الصغيرةُ قيمتها كبيرةٌ جداً جداً، لأنك كُلما وجدت نفسك فارغاً تُذكرك بالله، تُسبح الله فتأخذ بكل تسبيحة عشر حسنات إلى سبعمئة ضعف إلى أضعاف لا يَعلمها إلا الله، تقول: الحمد لله فتشكر الله، )وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ( [الزمر: 7]، ((إنَّ الله لَيرضى من العبد -يقول صلى الله عليه وسلم- إذا أكل الأكلة فحمد الله، وإذا شرب الشربة أن يحمد الله))، يقول: الحمد لله، يرضى الله بذلك، يقول عليه الصلاة والسلام: ((العبد لا يُحرز نفسه مِن الشيطان إلا بذكر الله))، إذاً ذِكر اللهِ أصبح لدينا، ذِكر الله غذاء للأرواح، وفي نَفس الوقت يقول عليه الصلاة والسلام نبينا المعظم صلى الله عليه وسلم يقول: هي تُحرزك مِن الشيطان، فصار هذا عرض، 1 بـ 2:

أولاً: نُغذي أجسادنا، ثانياً: نُبعد الشيطان عن أنفسنا.

لكن تمضي ساعات طويلة على المؤمن أحياناً لا يَذكر فيها الله ولا مرة.

الحديث الثاني: أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، عن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يَنفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة))، يا سلام، إذاً قراءة القرآن هي حِرزٌ مِن الشيطان، وعلى الأخص سورة البقرة وسورة آل عمران، فصار عندنا أيضاً عَرض ثانٍ، غِذاء للأرواح وطَردٌ للشياطين.

أمران اثنان واظب عليهما لا تتركهما: ذكر الله، وقراءة القرآن.

وأختم هذه الخطبة بهذا الحديث العظيم للنبي صلى الله عليه وسلم، عندما جاءه سيدنا جبريل عليه السلام، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه، ثم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام فأجابه، وعن الإيمان فأجابه، قال: فأخبرني عن الإحسان، فإسلامنا وشريعتنا ثلاث مقامات: مقام الإسلام، مقام الإيمان، مقام الإحسان، قال: أخبرني عن الإحسان قال: ((الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)).

أحد الشباب المؤمنين كل عمله خارج القطر، كل عمله قلما يُوجد في القطر، يأتي جمعة ويُسافر جمعتين أو ثلاثة، قال لي: هَممت يوماً مِن الأيام في بلد أن أعصي الله عز وجل، لكن ليس بكبيرة من الكبائر بصغيرة مِن الصغائر، قال لي: أنا تربية المسجد وتربية المشايخ، لكن سبحان الله النفس أمارة بالسوء، فَكان ببلد أجنبي فقال: [خَلينا نطلع ننبسط شوي ونروق، وكذا الخ]، السعادة الحقيقية في طاعة الله سبحانه وتعالى، هذا شيء مُؤقت، سعادة الدنيا تذهب لذتها ويبقى إثمها، [خَتم دمغة بيدمغولك عصيت الله ها هي دمغة] ذَهبت اللذة وبقي الإثم، قال: فذهبت وأنا أُحدث نفسي: أدخل أو لا أدخل، أدخل أو لا أدخل، قال: فتذكرت أن شيخاً مِن شُيوخنا كان يقول لنا في المسجد، يعلمنا ما كان يقوله أظن سهل بن عبد الله التستري كما علمه خاله: "الله ناظري، الله مطلع علي"، قال: سأقولها لأنظر ماذا سيحدث معي، فقال في نفسه: الله ناظري، الله مطلع علي، يُرددها ريثما يَصل إلى هذا المكان، قال: والله العظيم وصلت كأنه أصبح هُناك شيء قد عقد على قلبي، قال: ضاق صدري، ضاق صدري، ضاق صدري، وبدأ قلبي يتسرع ويدي ترجف، قلت: لسائق التَّكسي أرجعني إلى الفندق، بدأ قلبه يَطرق، ضاق نَفَسُه، يده ارتعشت، قال للسائق: أرجعني إلى الفندق، قال لي: [عَرفت أن الشغلة ليست شغلتي، هذه ليست لنا، هذه ليست لنا، ليست للشباب المؤمن الحقيقي] الشاب المؤمن الحقيقي ليست له هذه الأشياء، قال: عرفت أن هذا الأمر ليس لنا، "الله شاهدي، الله ناظري، الله مطلع علي"، لِنُرَدِّد هذه الأشياء عندما تدعونا أنفسنا إلى المعصية خارج رمضان.

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، استغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين.

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 780
تحميل ملفات
فيديو مصور