الخميس 09 شوال 1445 - 18 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2017-02-28 الساعة 11:49:58
مزاح النبي صلى الله عليه وسلم ( إن هذا الدين يسرٌ )
الشيخ أحمد سامر القباني

بتاريخ: 20 من جمادى الأول 1438 هـ - 17 من شباط 2017 م

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك، وشكراً لك على آلائك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،  صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون.

وبعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم وإياي على طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير، ربِّ اشرح لي صدري, ويسر لي أمري, واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.

وبعد: تكلمنا في خطبة سابقة عن أركان ودعائم وأسس هذا الدين، فهذا الدين العظيم دين الإسلام شوه وحُرِّف في كثير من وسائل الإعلام، فوجب علينا أن نوضح أسس وأركان هذا الدين، فأركان الدين ليست هي أركان الإسلام فحسب، ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت))، وإنما أركان هذا الدين كثيرة، هذه أركان العقيدة والعبادات، فمكارم الأخلاق -أيها الإخوة- من أركان هذا الدين، فالاستقامة والصدق والوفاء، وإتقان العمل وإنجاز العهد، كلها فروض في الإسلام، مثل الفروض التي تعرفونها، هذا الدين بني على أسس في تشريعه، وبعثة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بُنيت على دعائم، فمن دعائمها التي تكلمنا عنها أن هذا الدين دين الرحمة، )وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ([الأنبياء: 107]، ومِن أسس ودعائم هذا الدين اليسر، ((إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه)), ((إن خير دينكم أيسره, إن خير دينكم أيسره, إن خير دينكم أيسره)), ((يسروا ولا تعسروا, بشروا ولا تنفروا, وسددوا وقاربوا)), (ما خُيِّرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً), وكلكم يَحفظ قول الله سبحانه: )يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ([البقرة: 185]، وكلكم يحفظ قول الله تعالى: )يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ( [النساء: 28]، وتحفظون قوله سبحانه:) وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ([الحج: 78]، وتحفظون أيضاً: )فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ([الشرح: 5-6].

ومن مظاهر هذا اليسر في الدين تكلمنا عن المزاح، مزاح النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما أنا بشر مثلكم أُمازحكم)), وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً)), فقد مَازح صلى الله عليه وسلم تلك المرأة العجوز التي قالت له: ادع الله أن يدخلني الجنة, فقال: ((لا تدخل الجنة عجوز))، فقال: ((أعلموها)) -لما وجدت في نفسها- قال: ((أعلموها أنها لا تدخل عجوز وإنما تدخل شابة بكراً)) )إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ ([الواقعة: 35-38]، وكيف استحمله ذلك الصحابي -أي طلب منه أن يعطيه مركوباً، يريد أن يُعطيه مركوباً ليذهب به إلى قبيلته، وقبيلته بعيدة، وهناك فيافي وقفار وصحراء طويلة- فقال له صلى الله عليه وسلم: ((إني حاملك على ولد الناقة))، قال: يا رسول الله وما أصنع بولد الناقة، هذا لا يستطيع أن يمشي وحده، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((وهل تحمل النوقُ إلا الإبل))، يعني هو اسمه ولد الناقة لكن كبير، فمازحه صلى الله عليه وسلم، ومازح سيدنا زاهر بن حرام عندما كان واقفاً في السوق يبيع متاعاً له، فجاءه رسول الله من ورائه فاحتضنه، فقال: أرسلني من أنت فلما علم أنه رسول الله فجعل لا يألُ جُهداً في أن يلصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل رسول الله ينادي في الأسواق، ويقول: ((من يشتري مني هذا العبد؟))، سيدنا زاهر حر وليس عبداً، ((من يشتري مني هذا العبد؟))، لم يُجب أحد، وكان سيدنا زاهر دَمِيماً، في وجهه حبوب، فقال: إذاً تجدني يا رسول الله كاسداً، قال: ((ولكنك عند الله رابح))، وفي رواية: ((ولكن أنت رابح عند الله سبحانه))، فكان يُمازح أصحابه النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرج الإمام أحمد في مسنده، عن سيدنا عبد الله بن الحارث رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَصُفُّ سيدناً عبد الله وعبيد الله وكثير بن العباس، ثلاثة أولاد لسيدنا العباس بن عبد المطلب، ثلاثة أولاد صغار يصفهم، ثم يقول لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن سبق إلي فله كذا وكذا))، فيقول سيدنا عبد الله بن الحارث، فيقول: (فيستبقون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقعون على ظهره وصدره)، الولد الصغير عندما يركض يكون مندفعاً، وعندما يصل إلى الهدف يوقع أو يصطدم بالحائط، فيقعون على ظهره وصدره صلى الله عليه وسلم فيقبلهم ويلتزمهم.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الترمذي في سننه، عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُمازحني، فيقول: ((يا ذا الأذنين)) نعم كل واحد عنده أذنين، فيقول له: ((يا ذا الأذنين))، وكان لي أخ صغير فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمازحه، وكان عنده عصفور صغير يلعب به، فيأتي إليه فيقول رسول الله لأخ سيدنا أنس: ((يا أبا عمير ما فعل النغير))، يُمازح هؤلاء الأطفال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُركب على ظهره سيدنا الحسن والحسين كهيئة السجود، يُركب سيدنا الحسن والحسين على ظهره ويدور بهما في بيته، يعني في الغرفة، في اللغة العربية البيت هو الغرفة، فإذا كانت عِدَّة غرف يُقال لها دار، فيدور بهما في بيته، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((نِعم الجمل جملكما))، هما ركبا على ظهر سيدنا الرسول، ((نِعم الجمل جملكما ونعم الراكب أنتما)).

أحاديث ووقائع كثيرة تُظهر أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم كان يُمازح الصحابة وآل بيته الكرام، صلوا على سيدنا رسول الله، فكان يمازحهم، ولكن أيها الإخوة الكرام، قلت لحضراتكم -في خطبة سابقة- إن هذا المزاح لا يجوز أن يصل إلى درجة فيه إفراط، -كما قال العلماء- وذلك لأنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث: ((لا تُمار أخاك)) -أي لا تُجادله، الجدال يُورث الحقد ورفع الصوت، كل واحد يتشبث برأيه- ((لا تمار أخاك ولا تمازحه، ولا تعده موعدة فتخلفه))، نعم، فهذا المزاح الذي نهى عنه رسول الله -قال العلماء- هو الذي فيه إفراط ومُبالغة.

الأمر الثاني: الذي فيه كذب، يَكذب من أجل أن يضحك من حوله، هذا أيضاً لا يجوز.

ثالثاً: الذي يُورث الأحقاد والضغائن في النفوس، بأن تَروي قصة طريفة حصلت مع هذا الإنسان وهو يكره أن تذكرها أمام الناس، فيضحك الناس عليه، لا يجوز، تذكر صديقك بأمر تَعرف أنه إذا سمعه الآخرون سوف ينزعج، ما هذا المزاح؟! وكذلك مَن يداوم عليه صاحبه، إذاً ما يُورث الضغائن والأحقاد والكراهية فيما بين الناس، والذي يُداوم عليه صاحبه، دائماً في كل حالاته يمزح، هذا هو المزاح المنهي عنه، ولقد مَزَحَ صحابة النبي صلى الله عليه وسلم بمزاح كان فيه شيء من ذلك، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه.

الحديث الأول: أخرجه أبو داود في سننه، والحاكم في مستدركه، وكذلك الترمذي، عن سيدنا يزيد بن سعيد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم: ((لا يأخذن أحدكم متاع صاحبه لاعباً ولا جاداً))، ((وإذا وجد أحدكم عصا صاحبه فليردها إليه))، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا وجدت غرضاً له وجدت جواله، وجدت شيء تعرف أنه لفلان قال عليه الصلاة والسلام، فليردها إليه، لا تمزح في هذه الأشياء.

الحديث الثاني والواقعة الثانية: أخرج أبو داود في سننه، عن سيدنا عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله تعالى عنه قال: حدثنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أنهم كانوا يَسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه، فأخذه ففزع، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((لا يَحل لمسلم أن يُرَوِّعَ مُسلماً))، ما رضي بهذا المزاح، لا يرضى رسول الله بهذا المزاح، ((لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً)).

الحديث الثالث: وهي واقعة أيضاً حادثة حصلت، أيضاً أخرجها أبو داود، عن سيدنا عامر بن ربيعة رضي الله تعالى عنه، أن رجلاً أخذ نعل رجل فغيبها، حتى بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم حصلت الأشياء مع الصحابة، أكرم الخلق على الله بعد الأنبياء والرسل وآل البيت، أن رجلاً أخذ نعل رجل فغيبها وهو يمزح، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: ((لا تُرَوِّعُوا المسلم، فإنه ظُلم عظيم))، لا تُروعوا، لا تخوفوا، لا ترعبوا المسلم، فإنه ظلم عظيم.

فنستخلص من ذلك أيها الإخوة الكرام، أن هذا الدين دين عظيم، ورسول الله كان يمزح ولكن لا يقول إلا حقاً، وأن المسلم يَجب أن يكون في حياته إنساناً لطيفاً، يُمازح الآخرين ويمازحونه، يألف الناس ويألفه الناس، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا أخبركم بأقربكم مني منازل يوم القيامة؟))، فقال عليه الصلاة والسلام: ((أحاسنكم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً -المتواضعون- الذين يألفون ويؤلفون)) يألفون: يألفهم الناس، وهو يألف الناس.

وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح: ((لا خير في مَن لا يألف ولا يُؤلف))، الإنسان المؤمن هو إنسان لطيف، لطيف المعشر، يحبه الناس ويحب الناس.

ولكن وصل الأمر بكثير من شبابنا -أيها الإخوة وهذا أمر جدير التنبيه عليه- وصل الأمر بشبابنا وحتى  برجالنا، أحياناً نمر أمام مقهى وأمام مطعم، فنجد ناس طاعنين في السن يجلسون يلعبون طاولة الزهر، يلعبون لعب الورق، يَمزح بعضهم مع بعض بكلمات نابية، ويَسب بعضهم بعضاً، ما هذا المزاح، يسبه بأبيه وأمه وأخته، ويشبهه بالحيوانات، ما هذا الكلام، لا يوجد في ديننا شيء لا تُحاسب عليه، أما شبابنا اليوم نفس الشيء، نشؤوا على ذلك في سهراتهم، عندما يمزح بعضهم مع بعض، يأخذون متاع بعضهم بعضاً ويخبئونه، يمزحون معه مزاح نسميه بالعامية مزح ثقيل، يمزحون مع بعضهم مزاحاً محرماً، ويتكلم بعضهم مع بعض بمزاح فيه ألفاظ نابية، وفيه سب وشتم، وهم يضحكون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن مِن أكبر الكبائر أن يَسب الرجل أباه)) قالوا: يا رسول الله، ومَن يسب أباه؟! فقال عليه الصلاة والسلام: ((يَسب أبا الرجل فيسب الرجل أباه))، جُعلت في الحديث الشريف كأنك أنت سببت أباك، ((إن من أكبر الكبائر أن يَسب الرجل أباه)) قالوا: وهل يَسب الرجل أباه؟! وكيف يَسب الرجل أباه؟! قال: ((يَسب أبا الرجل فيسب الرجل أباه)) هذا أمر لا يُمزح به أيها الشباب أيها الأخوة، إذا وجدناه يَجب أن نُنَبِّه عنه، وليلزم أحدنا إذا لم يَكن عنده كلمة طيبة الصمت، الرسول صلى الله يقول: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) كلنا يحفظ الحديث، وكذلك الحديث الآخر عند البيهقي وعند الطبراني، أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسيدنا أبي ذر: ((يا أبا ذر، هل أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان))؟ خصلتان خفيفتان على الظهر لكن يوم القيامة تُثقل هاتان الصفتان الميزان، قال: نعم يا رسول الله دلني على هاتين الخصلتين، قال: ((حسن الخلق وطول الصمت)) فهما خصلتان جليلتان.

سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، تعرفون صفة سيدنا عبد الله بن مسعود، كان قصير القامة، طوله 150 سم، وكان نحيلاً جداً، وزنه تقريباً 30 - 35 كيلو، فسيدنا عبد الله بن مسعود أراد أن يَقطع مرة من جانب الساقية إلى جانب آخر، من جانب الطريق إلى الجانب الآخر، فكان يَلبس ثوباً، فرفع ثوبه لكي يقطع الطريق حتى لا يتعثر به، قال: فظهرت ساقاه النَّحيلتان، فضحك الصحابة من دِقَّة رجليه، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ((أتضحكون مِن دقة ساقي عبد الله بن مسعود، والله إنهما عند الله في الميزان أثقل من جبل أحد))، ما رضي رسول الله، ما أحد يضحك على أحد، ولا يمزح معه بشيء كهذا، واعلم أنك إن أَزعجته سيأتي إنسان ويُزعجك، الحياة دين ووفاء، إذا أحرجته في موقف ستُحرج في موقف أشد منه، لا يجوز شرعاً، ((أتضحكون مِن دقة ساقي عبد الله بن مسعود؟! والله إنهما عند الله أثقل من جبل أحد))، هذا الرجل سيدنا عبد الله بن مسعود كان حبراً للأمة، كسيدنا عبد الله بن عباس، عالماً جليلاً فقيهاً، حتى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رضيت لأمتي ما رضيه لها ابن أم عبد))، ما يقوله عبد الله بن مسعود لهذه الأمة أنا أرضى به، ما هذه الثقة العظيمة؟! ما هذا التشجيع من سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الإنسان، الذي إذا رأيته ربما لا تكترث له، ((رضيت لأمتي ما رضيه لها ابن أم عبد))، هذا الرجل سيدنا عبد الله بن مسعود يَقف على الصفا، فأخرج لسانه فأمسكه بيده أمام الناس كلهم، ثم أعاده وأشار إليه، قال: (يا لسان، قل خيراً تَغنم، واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم)، فقال له الناس: يا أبا عبد الرحمن، أهذا شيء تقوله أم سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا، إنما هو شيء أقوله، لكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أكثر خطايا ابن آدم مِن لسانه))، ما أكثر ذنوب ابن آدم؟ مِن لسانه، وعندما حدث رسول الله صلى عليه وسلم الناس أن أكثر ما يدخل الناس النار يوم القيامة ألسنتهم؟ قال له سيدنا معاذ بن جبل:  وإنا لمؤاخذون نحن بما نقول يا رسول الله؟ فقال له: ((ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على وجوههم  في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم))، يقول عليه الصلاة والسلام: ((من يضمن لي ما بين لحييه -يعني اللسان- وما بين فخذيه -يعني فرجه- أضمن له الجنة))، فالإنسان يحفظ لسانه -أيها الإخوة- ولا يتكلم لا مَازحاً ولا جاداً بما يُسخط اللهَ سبحانه تعالى.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفعني وإياكم بما قلت وبما تسمعون، إنه سميع مجيب.

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، استغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين.

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1480
تحميل ملفات
فيديو مصور