الخميس 16 شوال 1445 - 25 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2017-01-17 الساعة 09:38:16
رحمة الإسلام بالحشرات والحيوان
الشيخ أحمد سامر القباني

بتاريخ: 24 من ربيع الأول 1438 هـ - 23 من كانون الأول 2016 م

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك، وشكراً لك على آلائك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون ولو كره المشركون والملحدون.

وبعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم وإياي على طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وأن خير الهدي هدي رسول الله r، وأن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد( [الحج: 1-2].

إِلَهِي لا تُعَذِّبنِي فَإِنِّي
وَمَا لي حِيلَةٌ إِلا رَجَائِي
وَكَمْ مِن زَلَّةِ لِذِي الخَطَايَا
إِذَا فَكَّرتُ في نَدَمِي عَلَيهَا
أَهِيمُ بِزَهرَةِ الدُّنيَا فُتُوناً
وَلَو أَنِّي صَدَقْتُ الزُّهدَ فِيهَا
يَظُنُّ النَّاسُ بِي خَيرَاً وَإِنِّي

 

مُقِرٌّ بِالذِي قَدْ كَانَ مِنِّي
لِعَفوِكَ إِنْ عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنِّي
وَأَنْتَ عَلَيَّ ذُو فَضلٍ وَمَنِّ
عَضَضْتُ أَنَامِلِي وَقَعَرْتُ سِنِّي
وَأَقْطَعُ طُولَ عُمرِي بِالتَّمَنِّي
قَلَبْتُ بِأَهلِهَا ظَهرَ الْمِجَنِّ
لَشَرُّ الخَلقِ إِنْ لم تَعْفُ عَنِّي

اللهم اعف عنا يا عفو، واغفر لنا يا غفار، وقنا عذاب النار.

اللهم إني أعوذ بك من التكلف لما لا أعلم، كما أعوذ بك من العجب بما أعلم، وأعوذ بك اللهم من السلاطة والهذر، كما أعوذ بك من العِيِّ والحَصَر.

أعذني ربي من حَصَر وعيٍّ

 

ومن نفس أعالجها علاجاً

وبعد أيها الإخوة المؤمنون: تكلمنا في الخطبة السابقة في ذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، تكلمنا أن التَّعرف على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب، وأن معرفة أخلاقه وشمائله وما كان عليه صلى الله عليه وسلم من صفات خلقية أو خلقية واجب، لثلاثة أمور:

الأمر الأول: أن الله أمرنا بالإيمان به، فقال سبحانه: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ( [النساء: 136]، ولا يمكن أن تؤمن بإنسان تجهله.

الأمر الثاني: أنه تجب طاعته صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن تطيع إنساناً لا تعرفه، فقد قال سبحانه: )أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ( [النساء: 59], وقال سبحانه: )يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم( [الأنفال: 24]، وقال سبحانه: )وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا( [الحشر: 7].

الأمر الثالث: أنه تجب محبته صلى الله عليه وسلم، يجب الإيمان به، يجب الاقتداء به، تجب محبته، وكيف تحب إنساناً لا تعرفه؟!.

لهذه الأمور الثلاثة يجب علينا التعرف على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وأول ما يَجب أن نَعرفه نحن كمسلمين وكمؤمنين، وأن نعرفه لأولادنا، لأننا سبق أن تكلمنا من فوق هذا المنبر عن الجهل الديني بشمائل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخلاقه، وبأمور ديننا عامة في هذا الزمان، فقد استشرى الجهل في هذا الأمر، ولم يعد مقبولاً من هذا الجيل، لا من رجاله ولا من شبابه، لا من نسائه ولا من فتياته، أول ما يجب أن نحفظه لأبنائنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو رسول الرحمة، هو نبي الرحمة، لماذا هذه التسمية؟ هَذه ليست تسميتنا، إنها تسمية رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخرج مسلم في صحيحه، عن سيدنا أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال -صلوا على رسول الله، كلما ذكر نصلي عليه، صلى الله عليه وسلم- يقول رسول الله: ((أنا محمد، وأحمد، والمقفي -المقفي يعني خاتم النبيين- والحاشر -يقود الناس إلى المحشر يوم القيامة- ونبي التوبة، ونبي الرحمة))، في صحيح مسلم، إذاً رسول الله نبي الرحمة بكلام رسول الله، ليس بكلامنا.

لماذا هو نبي الرحمة؟ لأن الآن كل العالم بعد حوادث فرنسا وألمانيا، وخصوصاً بعد التفجير الأخير الذي حصل في الميدان، فتاة عمرها سبع سنوات دخلت ورأينا الفيديوهات على قنوات اليوتيوب، ثلاثة فيديوهات، كيف فخخها أبوها وأرسلها، عمرها سبع سنوات، وكذلك رأينا كثيراً من الحوادث والوقائع، كل ذلك يلصق بالإسلام، فاليوم يجب أن يكون عندنا درع، أن يكون عندنا حصن من المعلومات نعلمه ونعلمه لأبنائنا وبناتنا، أن كل هذا الكلام ليس من الإسلام في شيء، الإسلام هو دين الرحمة، ونبينا صلى الله عليه وسلم هو نبي الرحمة، عمت صباحاً عمت مساءً، قال له عليه الصلاة والسلام: ((لقد أبدلنا الله خيراً منها)) ما هي؟ ((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)) السلام: ديننا دين السلام، ورحمة الله: ديننا دين الرحمة، وبركاته: ديننا دين البركات.

نبدأ إذاً بتعليم أبنائنا وبناتنا من السلام، لماذا نسلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟ أولاً: السلام، ثانياً: )وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ([الأنبياء: 107]، ثالثاً: )لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ([التوبة: 128]، رحيم صلى الله عليه وسلم، وقال ربنا: )فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ( [آل عمران: 159]، أي الباء للسببية، أي بسبب رحمة من الله، فكل ما في رسول الله بسبب رحمة من الله، ولأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي أخرجه مسلم، عن سيدنا أبي هريرة: يا رسول الله -لما كسرت رباعيته في غزوة أحد- ادع الله على المشركين، قال: ((إني لم أبعث لعاناً، وإنما بعثت رحمة))، حتى اللعن بالكلام غير مقبول عند النبي صلى الله عليه وسلم، هو لا يقبل أن يلعن بلسانه صلى الله عليه وسلم، طيب ادع الله عليهم، اللهم أهلكهم...، ((إني لم أبعث لعاناً)) لا يرضى أن يدعو على المشركين.

في حادثة الطائف التي تعرفونها جميعاً، لما ضربوه وأدموا قدميه الشريفتين، وآذوا سيدنا زيد بن حارثة، قال: ((اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون))، لا يرضى بالكلام أن يدعو عليهم.

ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي أخرجه الطبراني في الكبير، والبيهقي في سننه، عن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما -أداة حصر- إنما أنا رحمة مهداة))، هدية، رحمة، وفي رواية: ((بعثت رحمة مهداة)).

ولأن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي أخرجه أبو داود والترمذي في سننهما، عن سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما يقول: ((الراحمون يرحمهم الرحمن, ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)).

ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه، عن سيدنا جرير بن عبد الله البجلي، يقول عليه الصلاة والسلام: ((لا يرحم الله مَن لا يرحم الناس))، الله لا يرحم الشخص الذي لا يرحمُ الناس.

ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي أخرجه مسلم: ((أهل الجنة ثلاثة: -والثالث منهم- ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم)).

هذه النصوص يجب أن نحفظها وأن نحفظها لأبنائنا وبناتنا، لأنها عنوان ديننا، إسلامنا دين الرحمة ونبينا نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، والدخول والولوج إلى معاني الرحمة ومظاهر الرحمة طويل، نتكلم عنه إن شاء الله في أسابيع قادمة، لكن أريد أن أقف معكم عند أصغر المخلوقات التي نراها، لأنه هناك مخلوقات لا نراها، هي أصغر الجراثيم والأشياء التي هي من ضمن تدخل في الذرة لا نراها صغيرة، لكن التي نراها، أصغر ما نراه هو الذر، والذر في اللغة هو النمل الصغير، هل جوز الإسلام قتل النمل؟ أكبر منه بقليل النحل، هل يجوز لك شرعاً أن تقتل النحل؟ سنبقى مع هذه الأحاديث، ونتمم إن شاء الله تعالى في الأسبوع القادم.

أولاً: الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه أبو ماجه في سننه، وأبو داود في سننه، وأحمد في مسنده، عن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: (نهى رَسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الصُّرَد) ما هو الصرد؟ قال شراح الحديث: طائر عظيم الرأس، يَصطاد العصافير الصغيرة، وهو أول طائر صام لله تعالى، صام صِياماً؟ طائر يصوم؟ سنرى بعد قليل، (نهى رسول الله عن قتل الصُّرد) هذا الطائر الذي هو أول طائر صام لله تعالى، (وعن قتل الضفدع) لأنه ورد في حديث آخر أن نقيقها -نقيق الضفدعة- تسبيح، تُسَبِّح الله عندما تُصدر النقيق، والحديث صحيح، (ونهى عن قتل النملة والهدهد) طائر الهدهد معروف، هذا الطائر الجميل الذي كان بينه وبين سيدنا سليمان حديث في القرآن، (نهى عن قتل الصرد والضفدع والنملة والهدهد).

الحديث الآخر أو الرواية الأخرى، عن سيدنا عبد الله بن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل أربع من الدواب: (النملة والنحل) لا يجوز قتل النمل، لا يجوز قتل النحل والهدهد والصرد، الصرد هذا اسم طائر الذي تكلمنا عنه قبل قليل.

والحديث الثالث أخرجه الحاكم في مستدركه، وقال صحيح على شرط الشيخين البخاري ومسلم ولم يخرجاه، وأخرجه أبو داود كذلك في سننه، عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه يقول: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق رسول الله لحاجته -ليقضي حاجة- فرأينا حُمَّرَة -يعني عصفور صغير- معها فرخان -أي عصفوران صغيران- فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمَّرة فجعلت تفرش -أي ترفرف بشكل سريع بجناحيها هذه الحمرة هذا الطائر الصغير، تبحث عن أولادها لم تجد أولادها- فجعلت تفرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((مَن فجع هذه بولدها؟))، عرفتم لماذا هو نبي الرحمة؟ لم نتكلم بعد عن الإنسان، بدأنا من أصغر شيء النمل والنحل، وسنتكلم عن الدواب وهوام الأرض الأخرى في الخطبة القادمة إن شاء الله، أصغر شيء الآن، نتكلم عن الحُمَّرة، ((مَن فجع هذه بولدها؟)) الحديث صحيح طبعاً، ((رُدُّوا ولدها إليها)) يقول سيدنا عبد الله بن مسعود: (ورأى قرية نمل قد حَرَقناها) وجدوا قرية النمل المكان الذي يجتمع فيه النمل، تعرفون أن النمل له مملكة، والنحل له مملكة، تحت الأرض في الأنفاق الصغيرة، وافتحوا اليوتيوب واقرؤوا عن النمل، مشكلتنا أننا نفتح اليوتيوب لنشاهد أشياء لا فائدة لها، أو الكثير مِن الناس، البركة فيكم دائماً إن شاء الله، افتح شيئاً يدعو إلى زيادة العلم في الشيء، إلى الثقافة التي نحن نحتاج إليها، وانظر إلى موضوع النمل، كيف يعمل، وإلى مملكة النمل، يقول سيدنا عبد الله بن مسعود: ثم رأى قرية نمل قد حرقناها، فقال عليه الصلاة السلام: ((مَن حرق هذه؟)) قلنا: نحن يا رسول الله، قال: ((إنه لا ينبغي أن يُعذب بالنار إلا رب النار))، إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار، نهى عن قتل النمل والنحل.

والحديث في البخاري ومسلم، عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، يقول: ((عُذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها -يعني حين حبستها- ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)).

وأخرج أحمد في مسنده، وأبو داود وأبو يعلى والطبراني والحاكم، كلهم عن سيدنا معاذ بن أنس، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تتخذوا الدواب كراسي -جمع كرسي- لا تتخذوا الدواب كراسي)) ما معنى هذا؟ أن أقعد على دابتي ورفيقي يقعد على دابته ونحن نتكلم ربع ساعة نصف ساعة، والدابة واقفة في مكانها، فتتعب أقدامها، يَنهانا عن الجلوس على الدابة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، لأنها تتعب، نعم لأنها تتعب، لو كانت تمشي لا تتعب، لكن تقف في مكانها تتعب أقدامها، مثل إنسان يمشي نصف ساعة لا يتعب بينما لو وقف في مكانه خمس دقائق تؤلمه رجلاه، نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((لا تتخذوا الدواب كراسي، فرب مركوب عليها هي أكثر ذكراً لله من راكبها))، الله أكبر، مركوب عليها، هذا الحصان، هذا الجمل الذي تركب عليه، فربما مركوب عليها، دابة يعني مركوب عليها، هي أكثر ذكراً لله من صاحبها، مِن صاحب الدابة.

الآن مر معنا شيئين:

الشيء الأول: أول طائر صام لله الصُّرَد.

الشيء الثاني: هذه الدابة أكثر ذكراً لله.

دواب تصوم، دواب تذكر الله، معقول؟ قال: يقول رب العزة والجلال في محكم التنزيل -واستمعوا إلى هذه الآية أيها الإخوة-: )وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم - أمم أمثالكم، أمم جمع أمة، والأمة المجموعة من الشيء، والمجموعة من الشيء يكون لها تنظيم في حياتها، تكون منظمة حتى تسمى أمة، العشوائية ما تسمى أمة- إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ  -جل جلال الله-  ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُون( [الأنعام: 38]، ) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ( [الإسراء: 44].

نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، نبي السلام ونبي المحبة، ونبي البركة ونبي اليسر، هذه ترجمة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، الذي نحتفي بذكرى ولادته في هذه الأيام، معلومات كثيرة ربما كنا نجهلها ولا نعرفها، يجب أن يحفظ أبناؤنا وبناتنا، أن رسول الله نهى عن قتل النمل والنحل والصرد والضفدع والهدهد، ونهى أن نأخذ من طائر فرخيه الصغيرين، هذه رحمته بالحشرات، رحمته بالدواب والهوام، فكيف رحمته بالإنسان؟!.

يجب علينا أن نعيد حساباتنا قليلاً، في أي شيء؟ في أشياء كثيرة، لكن مِن ضمن هذه الأشياء أن نخصص من أوقاتنا جزء للقراءة، وكم وكم أُركز عليها، عسى الله عز وجل أن يجعل في هذا التركيز بركة، كثير من الأشخاص تواصل معي قال: والله شددت لنا همتنا، وصرنا نقرأ كل يوم ساعة، نحتاج إلى القراءة، من ضمن أوقاتك اليومية: أكل وشرب ونوم وشغل وغيرها، وساعة للقراءة، نصف ساعة للقراءة، فلنقرأ من أهم هذه الأشياء التي نقرؤها شمائل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخلاقه، لنتعرف عليه، لأن تعرفنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا وإياكم من هذه الأمة المرحومة، وأن يُشفع فينا حبيبنا محمداً صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، صلوا على رسول الله، واستغفروا الله يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين.

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1042
تحميل ملفات
فيديو مصور