السبت 11 شوال 1445 - 20 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2018-05-02 الساعة 07:47:14
ماذا كان العرب والأمة العربية قبل الإسلام؟
الشيخ مأمون رحمة

بتاريخ: 4 من شعبان 1439 هـ - 20 من نيسان 2018 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى عز وجل في محكم التنزيل: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ
عَلَىٰ رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ
وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم} ]التوبة: 97-98[.

معاشر السادة: مُنذ أن انبثقت أشعة الإسلام مِن جزيرة العرب دَخلت الأمة العربية في طور جديد مِن حياتها، لم تكن قبله شيئاً مذكوراً، لَكَأنها كانت قبل الإسلام جَنيناً يَكتمل نموه على مُكث في هذه الصحراء الموحشة المعزولة، حتى إذا استكمل أسباب الحياة بَرَزَ خَلقاً سوي المشاعر قوي المسير ذكي الوجهة.

نعم، لم يَكن للعرب قبل الإسلام كيان سياسي يلم شملهم، ولم تكن لهم رسالة إنسانية تشير إلى وظيفتهم العالمية، بل لم يَكن لهم طابع أدبي واضح الملامح يمتازون به في المجال الدَّولي، فَلما بُعث النَّبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم بَين العرب، ولما صاغ الإسلام هذه الأشتات مِن البشر صياغته المحكمة، بَدأت الأمة العربية تَظهر في التاريخ، وأخذت دائرتها تَنداح قرناً بعد قرن، وجذورها تعمق حيناً بعد حين، حتى أصبحت الأمة العربية بهذه الرسالة التي حملتها تمثل غاية مِن أعرق الغايات، وتمثل عديداً من الخلائق تموج بهم الأرض في عدة قارات.

ماذا كان العرب قبل الإسلام؟ كانوا شعباً مِن عشرات الشعوب التي تَسكن هذا الكوكب الموار، ربما كانوا مِثل شعب تشيلي في أمريكا، أو شعب كينيا في أفريقيا، أو شعب كامبوديا في آسيا، أو شعب السويد في أوربا، لكن العرب لما نفخ فيهم الإسلام مِن روحه تحولوا مِن شَعب محدود إلى قارة بأسرها، لا بل تحولوا إلى عالم يموج بالنور والحضارة، وتجلس الشُّعوب في حضرتهم لتتلقى الدروس مِن وحي السماء.

ومِن حَقِّنَا أن نقول: إِنَّ الأمة العربية بِشارتها الجديدة واجتماعها لأول مَرَّة في تاريخها، ثم بُروزها في الصَّعيد العالمي لم تُولد إلا مَعَ الإسلام، وتصور الأمة العربية بدون رسالتها العظمى كتصور قصب السكر بدون سكر، ماذا تكون عيدان القصب بعد اعتصارها وإفراغ ما فيها؟ تكون هشيماً تذروه الرياح، أو وقوداً تأكله النيران.

الرسالة التي شَرُفَت بها العروبة لَيست زعماً بنقاوة الدم أو وهماً بكرامة العنصر، لا، إنها رِسالة إنسانية تجعل الأمة العربية حَارسةً للأخلاق والمثل العليا، أمينة على وحي السماء وصيانته والدفاع عن قضاياه وأحكامه ضد المنحلين والمكذبين، وهذا معنى قوله جل شأنه: }كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ{ ]آل عمران: 110[.

أجل تلك هي وظيفة الأمة في العالم، مآزرة الخير ومناصرة أهله، مكافحة الشر وقمع أسبابه، العيش في حدود الأمان والإيمان، فليس في ربوعها مكان للفوضى ولا للفسوق والعصيان.

إن حِراسة الفضائل ونشر شعارها ومحاصرة الرذائل وطي عارها والالتفاف حول الإيمان بالله وحده وقمع الظلم والعوج وتسخير قوى الأمة كلها لِبلوغ هذه الأهداف الإنسانية هي رِسالة الأمة العربية، أمة العرب مُوحدة في الأرض منذ أن وحدت الله في السماء، وهي ما انقسمت على نفسها إلا يوم أخلت بعهودها مع الله، وتراجعت إليها بقايا مِن الجاهلية الأولى، والمتأمل في تاريخ هذه الأمة لا يعوزه الذكاء كي يَلمح أن الخط الفاصل بين العصر الإسلامي والعصر الجاهلي فاصل بين وثنية وفرقة معاً، وتوحيد ووحدة معاً، والعلماء جميعاً متفقون على أن الجزيرة العربية لم تعرف الوحدة السياسية إلا بعد أن غمرتها أضواء الإسلام، وتلك طبيعة هذا الدين الحنيف في خلقه أمة لا مكان للانقسام في صفوفها ما دامت حريصة عليه مُتمسكة بأهدافه.

إنَّ الوحدة التي سادت هذه الربوع مِن المحيط إلى المحيط بلغت مِن العمق والشمول حَدَّاً يُثير العجب، إن هذه الوحدة التي سَكبها الإسلام في ضَمائر المؤمنين جَعلتهم في شؤونهم كلها إحساساً جامعاً وفكرة مُشتركة، وإلى هذه الوحدة أشار القرآن بقوله سبحانه: }إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ{ ]الأنبياء: 92[، وقد بَيَّن لنا النَّبي العربي محمد صلوات الله وسلامه عليه أنَّ الوحدة تكون سليمة وصحيحة عندما تَشعر الأمة بآلام بعضها البعض وأحزان بعضها البعض، فقد ورد في الحديث الصحيح أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))، وربما وقعت أحداث عَكَّرت هذه الوحدة السياسية، ولكن العرب كانوا يَرون هذه الأحداث أعراضاً موقوتة أو سَحابة صيف تُوشك أن تنقشع، ولم يَعرف العرب منذ ولدت دولتهم الكبرى نكراً كالذي حدث لوحدتهم السياسية في هذا العصر.

إن تمزيق وتلاشي هذه الوحدة جَعلت الكيان العربي والإسلامي يَفقد الإحساس بإخوانه الذين يرزحون تحت نير الاحتلال والعدوان، إن أهلنا في يمننا الحبيبة وفي فلسطين يَستغيثون العالم العربي والإسلامي، عسى أن يَسمع إخوانهم في العقيدة والدَّم صَوت صُراخهم، عَلَّهُم يَهُبون لإنقاذهم ونصرتهم، ولكنهم كأنهم لا يسمعون ولا يبصرون، وصدق من قال:

كم يستغيث بنا المستضعفون وهم *** قتلى وأسرى فما يهتز إنسان

بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم *** واليوم هم في بلاد الكفر عبدان

ولو رأيت بكاهم عند بيعهم *** لهلك الأمر واستهوتك أحزان

يا رب أم وطفل حيل بينهما *** كما تفرق أرواح وأبدان

وطفلة مثل حسن الشمس إذا طلعت *** كأنما هي ياقوت ومرجان

يقودها العلج للمكروه مكرهة *** والعين باكية والقلب حيران

لمثل هذا يذوب القلب من كمد *** إن كان في القلب إسلام وإيمان

يجب على العرب والمسلمين أن يُدركوا أن الوطن العربي يَضم في أقطاره إخوان العقيدة والدم، فلا يَحِق لأحد أن يَقطع الصلاة التي تجمع أبناء الدم الواحد، وأن يُمزق الرَّوابط التي تَشدهم، وما يتعرض له أهلنا في يمننا الحبيبة وفي فلسطين الجريحة مِن عَنَاء أو يَنالهم مِن مَسَرَّة تَخفق له أفئدتنا، ونشركهم في الإحساس به شَريكة الجسم الواحد فيما يَنوبهم مِن بأساء ونعماء.

إن أمريكا وفرنسا وبريطانيا يَعملون على جَرِّ الدُّول العربية كلها إلى جانب سياستهم، ويُطالبون الدول العربية أن تَعمل في حَقلهم، وأن تقاتل تحت لوائهم، ومبدؤهم: مَن لم يكن معنا فهو ضدنا.

إن الانقسام السياسي الذي أصاب الأمة العربية والإسلامية أتاح للغزاة والحاقدين أن يُثبتوا أقدامهم في فلسطين، وأن يضربوا الشعوب العربية بِيَدٍ مِن حديد.

ألا ترى -أيها المسلم، أيها العربي- أنَّ الانقسام السياسي الذي أصاب الأمة العربية والإسلامية وأفقدها هيبتها ومكانتها بين الدول كان مِن ورائه الخونة والعملاء مِن حُكام مملكة الرِّمال وحُكام دويلة قَطر والبحرين.

إن محمد بن سلمان الذي يَتَستر تحت عباءة العروبة والإسلام قال للأمريكيين: "إذا طُلب مِنَّا أن نتدخل في هُجوم عسكري على سورية سَنَفعل"، أليس مِن العار على نِظام دُويلة قطر أن يَجعل بلاده مَطية لراعي البقر لكي يضرب الشعوب العربية والإسلامية.

يا سادة: إن العدوان الثلاثي الذي اعتدى على هذا الوطن الشريف والحبيب، وعلى سيادة ووحدة أراضي هذا الوطن، والذي اعتدى على هذا الشعب الأبي المقاوم الصامد، كان هذا الاعتداء مع الأسف مِن بلد عربي، وتستطيع أن تقول بلداً مسلماً، أو من بلد مسلم، العرب هم الجريمة الكبرى اليوم في حق أمتهم، في حق دينهم، في حق عقيدتهم، في حق عروبتهم، العرب هم الذين ييسرون اليوم كل أسباب العدوان، كل أسباب الاحتلال للأمريكي وللصهيوني، الغرب يتبجح بقوته، الغرب يفتل عضلاته ويتبجح بعنفوانه، قوته واهية، وهي أوهن وأضعف مِن بيت العنكبوت، لكن العرب هم الذين يمدونهم بالمال، لكن الأعراب مع الأسف هؤلاء النعاج، هم الذين يدعمون الأمريكيين، هم الذين يُساندون اليهود الصهاينة، هم الذين رَضُوا لأنفسهم أن يَكونوا أداة حَقيرة في يَدِ الغرب وفي يد أمريكا بالذات، فالغرب لَولا خِيانة العرب، لولا تواطؤ الأعراب، لولا تواطؤ بني سعود الأقزام، لما استطاعوا أن يتجرؤوا أن يَضربوا بلداً عربياً وشعباً مسلماً، مع الأسف مُشكلتنا مِن قبل ومن بعد هم هؤلاء النعاج، هم هؤلاء الأعراب الذين طغوا بأموالهم النجسة، الذين طغوا ببترولهم النجس، فأفسدوا ديننا وأفسدوا عقيدتنا وأفسدوا علينا حياتنا وأمننا واستقرارنا، ومع كل هذا المكر وكل هذه الخديعة، رأينا الشعب العربي السوري يقف على شرفات المنازل في مُنتصف الليل وهو يَضحك، كأنه ينظر إلى ألعاب ومفرقعات نارية، وهو يتفرج وينظر إلى تلك الصواريخ الحاقدة الماكرة التي تضرب أراضي هذا الوطن مِن أراضي دويلة قطر، الشعب أثبت قدرته وأثبت شجاعته وأثبت صموده، وبَيَّن للعالم بأسره أنَّ صَواريخكم لن تَكسر مِن عزيمتنا وصَلابتنا، أنَّ صواريخكم لن تُثنينا عن مواجهة الإرهاب، أنَّ دعمكم الواضح للإرهابيين لأذنابكم في كل مكان من أراضي هذا الوطن لن يجعلنا نتوقف عن مقاومة الإرهاب وعن تَطهير آخر ذَرَّة مِن حَبَّات وذرات أراضي هذا الوطن الحبيب، فنحن أقوياء بحقنا، أقوياء بقضيتنا، أقوياء بقائدنا المقاوم، أقوياء بجيشنا الصامد.

وها هي الغوطة الشرقية بفضل الله جل جلاله رأينا علم الجمهورية العربية السورية يرتفع في سمائها، ارتفع علم الجمهورية العربية السورية في سماء الغوطة الشرقية، ورُفعت هذه الراية فوق سماء مدينة دوما الحبيبة، أذهل الغرب وأغاظ قلوبهم هذا الانتصار، أكل أفئدتهم، أكل أكبادهم، أكل قلوبهم النجسة، وها هو جَيشنا اليوم
بعد أن حَرَّر الغوطة الشرقية بفضل الله، ورأينا أهالي الغوطة الشرقية كيف احتضنوا هذا الجيش المقاوم، كيف احتضنوا هذا الجيش المعطاء ووقفوا إلى جانبه، نرى اليوم أهلنا في مخيم اليرموك وأهلنا في الحجر الأسود وأهلنا في ببيلا وفي يلدا يَقفون جنباً إلى جنب مع رجال الله رجال الجيش العربي السوري.

ها هو جيشنا اليوم في هذه الساعات المباركة يُوجه نِيرانه الصَّاعقة على الدَّواعش في الحجر الأسود وفي مخيم اليرموك، يُوجه ضرباته المؤلمة واللاذعة لأولئك المتصهينين المتعفنين خُدام نتنياهو وترامب وخدام الماسونية العالمية، وواجبنا اليوم جميعاً أن نَدعو مِن قلوبنا ومِن أعماق قلوبنا، وأن نَتَجه إلى الله جل جلاله بِقلب حاضر وبقلب طاهر صادق مُؤمن، مؤمن بالله ومؤمن بوطنه وبقضيته، أنَّ نَلتجأ إليه جل جلاله بالدعاء، أن يَنصر هذا الجيش العظيم في الحجر الأسود وفي مخيم اليرموك، وفي كل مكان من أراضي هذا الوطن.

إنَّ هذا الجيش المعطاء مع القوات الرديفة التي تُقاتل إلى جنبه، قوات حزب الله والفصائل الفلسطينية التي تدافع عن مخيم اليرموك، عن هذا المخيم التي بنته بعرق جبينها، الذي بنته بدماء شهدائها، الفصائل قوات الدفاع الوطني، هذه القوات الطاهرة الدُفاع الوطني الذي كان رديفاً عظيماً لهذا الجيش، الدفاع الوطني الذي قدم الآلاف من الشهداء في مدينة درعا الحبيبة وفي ريف حماة وفي دير الزور وفي كل مكان من أراضي هذا الوطن الحبيب، الدفاع الوطني لهم بَصمتهم العظمى في الدفاع عن أرض هذا الوطن، الدفاع الوطني قدموا كل ما يستطيعون من أجل حماية هذا الوطن، وها هم اليوم يَحشدون الجنود الكثيرة والعتيدة في مخيم اليرموك وفي الحجر الأسود، لكي يَقتحموا تلك الأماكن الطيبة والعطرة مع رجال الله رجال الجيش العربي السوري، ليقولوا لهم: يداً بيد يا رجال الله، يداً بيد يا رجال الدفاع الوطني، يداً بيد يا أيتها الكتائب الفلسطينية، يداً بيد يا حزب الله، لكي نُطهر الحجر الأسود ومخيم اليرموك، وكل مكان من أراضي هذا الوطن، مِن دَنَسِ ورِجسِ الإرهاب الحاقد الذي عَكَّر صَفونا وأمننا، والذي شَوَّهَ دِيننا وعقيدتنا، نحن لا نخشى على الإطلاق، لا نخشى على الإطلاق عدواناً يَضرب بلدنا أو حاقداً يدخل وطننا، لأن هذا الوطن هيئ الله له رجالاً صادقين باعوا دماءهم وباعوا أنفسهم وأرواحهم لله، كيف لا وقد قال الله عنهم: }إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ  وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{ ]التوبة: 111[.

يا رجال الله، يا رجال الجيش العربي السوري، يا رجال الدفاع الوطني، يا رجال الكتائب الفلسطينية، يا رجال حزب الله، يا كل عظيم يدافع عن أرض هذا الوطن، سِرْ فَعَينُ الله ترعاك وتحميك، سِرْ فالله يؤيدك بنصر ومدد مِن عنده، لأنك أنت صاحب حق، أنت تعمل على حقن الدم، أما أولئك المتصهينين الخنازير يَعملون على سفك الدماء، أنت تعمل مِن أجل الحضارة والتاريخ، وأما أولئك يعملون على قتل الشعوب وإبادتها وإبادة حضارتها.

هُنا دمشق، هنا عرين الأسود، هنا دمشق، هنا يصنع الانتصار، هنا مربى الرجال، هنا مربى الأسود، نحن هنا في دمشق، لَن نركع، لن نخضع، لن نستسلم، حتى نَرى دمشق كما عَرَفها التاريخ، مدينة وعاصمة مَليئة بالياسمين، مليئة بالحب، مليئة بالتراحم، مليئة بالتسامح، مليئة بالعطاءات التي تشهد لها الإنسانية والبشرية على مر العصور والأزمان، هنا دمشق، هنا سيف دمشق، هذا السيف البتار، كما قَطع أعناق الإرهابيين في الغُوطة الشرقية، وكما قطع أعناق الإرهابيين في مدينة حلب الشهباء، وكما قطع أعناق الإرهابيين في مدينة تدمر، وكما قطع أعناق الإرهابيين في ريف حماة، سَيَقطع السيف الدمشقي أعناق وألسنة الإرهابيين وداعميهم في كل زمان ومكان، هنا دمشق.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً، اللهم إنا نسألك أن تَنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تُثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين، اللهم وَفِّق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِين}.

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 934
تحميل ملفات

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *