الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024 , آخر تحديث : 2024-03-11 13:07:01 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2018-01-28 الساعة 12:12:24
الحق.. ضياء للعقل وصدى للفطرة
الشيخ مأمون رحمة

بتاريخ: 2 من جمادى الأولى 1439 هـ - 19 من كانون الثاني 2018 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )وَيَستَنبِئونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُل إي وَرَبّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنتُم بِمُعجِزينَ( [يونس: 53].

معاشر السادة: إن مِن خصائص الحق أنَّه ضِياء للعقل وصدى للفطرة، ومفتاح للخير وسياج للمصلحة، وصلة لا يُعلى عليها في ربط الأمم بالحياة وبربها تبارك اسمه، ومِن خصائص الباطل أنَّه اتباع للوهم ومغالطة للفطرة، واستجابة لطبائع السوء واقتراف للمآثم وعبادة للشيطان، وقد تتكاثر هذه الخصائص وتبرز، وقد تتضاءل وتضمر، وقد يموج بعضها في بعض، ويَخلط الأتباع بين شيء مِن هذا وشيء من ذاك، بيد أنَّه مِن الكذب على الله وعلى الواقع أن ننتظر انتصار حق إذا تأملنا فيما حوله فلم نجد إلا خصائص الباطل كلها من غباء وشهوة وعوج، لكن ما الحال إذا عقم الحق فلم يلد نفعاً، واكفهر وجهه فلم يتضمن بشرىً، ورمقت أصحابه فوجدتهم مُلتفين حول اسم فارغ لا جوهر له، أنى يُكتب لهذا الحق الضعيف نصر أو يُسجل له خلود.

إنَّ المسلمين -مع الأسف- ظَلموا الحق الذي توارثوا آياته في صَحائفهم، لقد التصقوا به وَهُم يَرتكبون خَطأين جسيمين:

الخطأ الأول: "في جَانب الحياة نفسها"، فلم يَفقهوها ولم يُوثقوا أواصرهم بها.

والخطأ الثاني: "في جانب الله"، إذ لم يَفقهوا هُداه ولم يسيروا على شرعه.

فكانت النَّتيجة أن تَنكرت لهم الحياة فهانوا فيها، وأن سخط الله عليهم فلم يسعفهم بنصرٍ هُم أحوج الناس إليه، فإذا انخذل الحق وتلك حالته مضمورة في أحوال أهله فإن ذلك ليس قدحاً في سُنن الله العامة، ولا تكذيباً للنتائج المحتومة في كل صِراع يدور بين الحق والباطل، إنَّ انتصار الحق أمر لا بُدَّ مِنه، وغلبة أهله على غيرهم في نهاية المطاف قانون لازم دائم، وقد يَسبق ذلك مَراحل طويلة، ولكن هذه المراحل لَيست تَسويفاً لنتيجة يَنبغي حلول أوانها، بل هي في الأغلب فَترة مِن الزَّمن يَكتمل فيها مَعنى الحق في نُفوس حملته ويمتزج بِحياتهم الباطنة والظَّاهرة على سواء فترة يخلصون فيها مِن نزعات الهوى الخفي والجلي، وتتم فيهم القدرة على إفراغ الحياة الإنسانية في القالب الذي يُريدون وتسييرها نحو الوجهة التي يبتغون، فإذا بلغ هذا الاستعداد تمامه فما مِن شك أنَّ الباطل مُندحر وأن رايته منكسة وأن أتباعه زائلون، وقد أكد القرآن الكريم في أكثر مِن مَوقع هذه الحقيقة، وذكر بجلاء أنَّ النَّصر حَليف هذا الحق الناضج، وأنَّ البَاطل زاهق أمامه لا محالة، حيث قال سبحانه: )لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا ([الأحزاب: 60-62]، فهذا تهديد لأعداء الحق أنَّ بَقاءهم على الخديعة وإشاعتهم للأكاذيب واتباعهم للهوى سَوف يوردهم حتماً المصير الذي ورده المكذبون الأوائل، وهو مصير لا ينجو منه ظالم أبداً، وفي سورة الفتح قال سبحانه: )وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * سُنَّةَ اللَّـهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا( [22-23]، فالمعارك التي تنشب بين الحق والباطل والإيمان والكفر والخير والشر تنتهي بالمعركة الفاصلة آخر الأمر، وتضطرد بها سنة الله في الأولين والآخرين.

إنَّ عقب الإعراض عن الحق والغرور بالضلال ثابتة، وما أصاب الأولين لن يَفوت الآخرين ولا بُدَّ أن يُدرك الأمم الجائرة ما يَقمع بطرها ويطمس على بصرها، فعندما يَحيق بالمجرم سوء صَنيعه يستيقظ في نفسه ما أنامه الغرور مِن قبل، فيصحو بعد فوات الأوان، ويَعترف بما كان ينكر بل بما كان يجحد، وكثيراً ما نسمع الكلمات الأخيرة التي يُرسلها المحكوم عليه بالإعدام وهو يُساق إلى حبل العدالة، إنها كلمات مليئة بالندم والتوبة، ناضحة بالإيمان والاستسلام لله، بيد أنَّ هذا الرَّشاد المفاجئ لا يُغني عن أصحابه شيئاً ولا يؤخر عنهم العقوبة.

لقد حكم فرعون حُقبة مِن الدهر كانت حافلة بالجبروت والفساد مَشحونة بالقتل والبغي، فلما أدركه الغرق قال: )آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلَّا الَّذي آمَنَت بِهِ بَنو إِسرائيلَ وَأَنا مِنَ المُسلِمينَ * آلآنَ وَقَد عَصَيتَ قَبلُ وَكُنتَ مِنَ المُفسِدينَ( [يونس: 90-91].

إنَّ هذه اليقظات الغريبة في ضَمائر المجرمين لا تدلُّ على خير، ومَن يدري لعلها حيلة الجبان للفرار مِن القصاص، ومِن ثم رأينا الله جل جلاله لا يدع الأمم الضَّالة بمثل هذا الاحتيال، وإلى هذه الحقيقة أشار القرآن بقوله سبحانه: )فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّـهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ([غافر: 85].

وإنَّك لتلحظ أنَّ المعركة بين الحق والباطل تتسع دَائرتها وتشترك فيها إذاعات وأقلام وجماعات وحكومات ومناقشات ومؤتمرات، وفي هذه الحال تَنضم إلى معسكر الحق قوى جديدة، وتنضم إلى معسكر الباطل قوى جديدة، ويزداد الصِّراع حِدَّة وشِدَّة كلما لاح أنَّ السَّاعة الحاسمة تقترب.

يا سادة: إنَّ الحِقد التاريخي على العروبة والإسلام جعل شُيوخ البيت الأبيض يُشاركون في ذبحنا بكل سرور ورغبة، ويُساعدون القتلة المجرمين بإسراف وحماس، أمَّا ساسة إنكلترا وفرنسا فقد أعانوا اللِّص على رَبِّ البيتِ حتى تمكن مِن اقتحامه، ثم عندما شَرَعَ رَبُّ البيت في المقاومة والدِّفاع عن حقه قالوا له: إياك إياك مِن هدر دِماء الأبرياء، هذا منطق الضَّمير عند أهل الباطل.

إنَّ الهجوم العسكري الغربي على بلاد الشرق انضم إليه هجوم ثقافي يتسلل خِفية إلى السَّرائر والعقول، مَليئاً بالدَّس والسُّم والختل، وجَبهة الهجوم هذه تستهدف أطراف العالم الإسلامي وصميمه، وتتذرع بكل شيء لتدمير العقائد الإسلامية، وإغالة التراب على معالم الإسلام والمسيحية جميعاً، وإلى أن تملك الأمة أمرها أيسكت رجال الإصلاح عن قول الحق ورفض الإفك؟! إنَّ الله أخذ الميثاق على حملة الوحي أن يُعالنوا به ويَكشفوا للناس حقائقه، وأكد عليهم ذلك في قوله سبحانه: )وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ( [آل عمران: 187]، وكلنا يَعلم أنَّ مُواجهة الباطل والوقوف في وجهه وتقليم مَخالبه وفَضح أكاذيبه وألاعيبه قد تعرض لآلام جسام، بيد أنَّ حُرَّاس الحق لا يَلتفتون إلى الخلف، ولا يمكن أن يُخالط قلوبهم جبن ولا خَوَر، لأن غايتهم هي كشف الحقيقة وردع الظالمين الماكرين.

ألا ترى -أيها السوري، أيها المسلم، أيها العربي- أنَّ وَاشنطن تستميت في هذه الأيام لوضع عراقيل وعقبات تُؤدي إلى إجهاض الحوار السُّوري السُّوري في "سوتشي"، لأن هذا المؤتمر سَيكشف للعالم أجمع كَذِبَ أمريكا في ادعائها بأنها تُريد خيراً وسلاماً لهذا الوطن، وسيكشف للعالم أجمع أنَّ دولة روسيا الاتحادية كانت مُنذ البداية صادقة في إيصال السُّوريين جميعاً إلى شاطئ السِّلم والأمان، فأعداء الحق والحقيقة يعملون في ليلهم ونهارهم لِطَمس الحق وتشويه صورة أصحابه في عيون الناس، حتى لا ينكشف زيفهم وافتراؤهم واستخفافهم بالعقول الخفيفة والعقول العفنة.

معاشر السادة: إنَّ هذا الوطن الحبيب، إنَّ هذا الوطن المقاوم، إنَّ هذا الوطن الشامخ والصامد؛ يتعرض في هذه الأيام لمرحلتين خطيرتين:

المرحلة الأولى التي تعمل عليها واشنطن بكل ما أوتيت مِن قوة ومكر وخبث ودهاء: هي عَرقلة التَّقدم العسكري على أراضي الجمهورية العربية السورية، فهناك عَرقلة عسكرية، إنَّهم يزرعون جنودهم في كل مكان يستطيعون أن يزرعوا فيه جنودهم الأقزام الحقيرين، لكي يُعرقلوا مِن تقدم الجيش، لكي يُعرقلوا مِن انتصارات هذا الوطن، لكي يَزيدوا المواطن السوري آلاماً وأحزاناً ومِراراً أكثر مما هو يُعاني منه.

والأمر الثاني الذي تعمل عليه واشنطن بكل استماتة: هي عَرقلة الحوار السياسي.

إذاً هناك عَرقلة عسكرية وعرقلة للحوار السياسي الذي تسعى روسيا، هذه الدولة المقاومة، هذه الدولة الشقيقة، لا أقول الصديقة، هذه الدولة الشقيقة، التي وقفت إلى جانبنا، بكل حق، وبكل صدق، وبكل إيمان، وبكل عزيمة وإصرار، هذا المؤتمر الذي سَعت إليه دولة روسيا الاتحادية، لكي تُقَرِّب وجهات نظر السُّوريين مِن بعضهم البعض، لكي تقول للسُّوريين: أنا مُنذ الأزل ومُنذ القدم كنت وما زِلت عُنصر سلام في هذا الكون، عُنصر سلام في القَّارات الخمس، وأنا اليوم أكون جنباً إلى جنب معكم، أكون إلى جانبكم معكم، لكي أكون عُنصر سلام للجمهورية العربية السورية، فَوَاشنطن يُؤرقها هذا المؤتمر، واشنطن يُؤرقها الحوار السوري السوري، لا يُريدون أن يَجلس الأخ السوري مع أخيه السوري، لا يُريدون أن يَروا انتصارات الجيش في ريف إدلب وفي ريف حماة وفي الغوطة الشرقية، وغيرهما من الأماكن تتقدم يوماً بعد يوم وتدوس أذنابهم وخدامهم تحت أقدام ونعام رجال الله رجال الجيش العربي السوري، فالدولة الروسية يقظة لما تحيكه واشنطن لها ولهذا الوطن ولمحور المقاومة في الشرق الأوسط، ونحن اليوم واجب علينا كسوريين جميعاً، أن نتحلى بالوعي، أن نتحلى بالأخلاق، أن نتحلى بالقيم، أن نعزز روح المقاومة في أعماق نفوسنا، أن نتمسك بمبدأ المقاومة، لا حل لنا -يا أيها الإخوة- لا حَلَّ لنا أبداً على الإطلاق إلا مِن خلال الحوار السِّياسي، وإلا مِن خلال الانتصارات التي يحققها هذا الجيش المعطاء، هذا الجيش العقائدي العظيم، فنحن نقول لترامب، ونقول لأردوغان الأحمق الذي يتوعد بقصف عفرين، والذي يتوعد بقتل المدنيين الأبرياء، والذي يتوعد باحتلال أرض مِن أراضي هذا الوطن، نقول له: رجال الله قادمون، وكل مواطن شريف في هذا الوطن في الجهورية العربية السورية، وكل شجرة وكل غصن، وكل شيء وكل حجر، سيكون قنبلة تنفجر في وجهك القبيح، نحن هنا في هذا الوطن سنقاوم المحتل، سندحر العدوان الأمريكي.

ألا تتأثر -أيها السوري- ألا تتأثر عندما ترى علم أمريكا يرتفع على قطعة من أرض هذا الوطن، هل يطيب لنفسك أن تدنس أرضك بهذا العلم، أين أنتم أيها السوريون؟! أنا أريد أن أسأل مَن ادعى الثورة والحرية كما ادعوا: هل يروق لهم هؤلاء الخونة هؤلاء الذين لم يُحكموا منذ البداية حوار العقل، إنما لجؤوا إلى حوار الهوى إلى حوار الشهوة والسرقة والمجون والدعارة، هل يَروق لكم أن تروا علم أمريكا يرتفع فوق سماء أرضكم ووطنكم؟ إن كنتم سوريين حقيقيين، إن كنتم عرباً حقيقيين، هذا هو المصير الذي أوصلتنا إليه الثورة الملعونة المزعومة التي ادعاها هؤلاء الخونة المجرمون، هل يروق لكم ذلك؟!.

وها هو ترامب يتبجح في ليله ونهاره بأنه سيزيد مِن القوات، وأردوغان يقول: سنعمل بكل ما نستطيع من قوة أن نُوقف تقدم الجيش العربي السوري في ريف إدلب.

إنَّ انتصارات ريف إدلب وحمى الله رجال الله حمى الله رجال الجيش العربي السوري، هؤلاء المغاوير الأبطال الذين يُحققون والله المعجزات في تلك الأماكن، هذه الانتصارات الهائلة والمذهلة والسَّريعة والتَّقدم السَّريع أخاف وأربك الغرب، أخاف وأربك أعداء هذا الوطن وعلى رأسهم أردوغان وترامب، لم يتوقعوا ذلك، لم يتوقع أحد أن يدخل الجيش برجاله بصدقه بإيمانه إلى تلك الأماكن، ويدوس أولئك المجرمين يدوس دنسهم تحت أقدام نعاله أقدامه الطاهرة، أقدامه الشريفة التي تحقق لنا الانتصار في كل يوم وفي كل ساعة، فنحن نقول: نحن مع الجيش، نحن نحب الجيش، نحن نحتضن الجيش، وسنبقى مع هذا الجيش، خلف هذا الجيش، داعمين له مؤيدين له محتضنين له، لأنه والله لولا هذا الجيش لولا دماء الضباط الذين قدموا أرواحهم من أجل الدفاع عن طهارة تراب هذا الوطن، ولولا الجنود الأشاوس جنود الجيش العربي السوري لما وقفنا هنا على الإطلاق أبداً.

أيها السوريون: ألم يعدكم أردوغان أنه سيصلي في هذا المسجد، ألم يعدكم؟! ألم يقل هذه الكلمة في عام ألفين وأربعة عشر؟! لكن رجال الله رجال الجيش العربي السوري وضعوا حِذاءهم في فمه، قالوا له: خَسِئت أيها اللص، خَسِئت أيها اللص، يا سارق حلب، يا سارق مصانع حلب، نحن هنا أسود الله، نحن هنا رجال الله على الأرض، ونحن اليوم ندعم هذا الجيش ونقف خلفه، لأنه والله لولاه لما تجولنا في شوارع دمشق، قلناها ونقولها في ليلنا ونهارنا: لولا هذا الجيش العقائدي، لولا هذا الجيش الطاهر، لولا هذا الجيش المؤمن، لولا هذا الجيش الصابر، لولا هذا الجيش المحتسب؛ لما استطعنا أن نتجول في دمشق ولا في غيرها من المحافظات.

ونقول لترامب: كما داس رجال الله رجال الجيش العربي السوري راية داعش الراية السوداء المظلمة كقلوبهم تحت أقدامهم، وكما داس راية جبهة النصرة جبهة الشيطان تحت أقدامه؛ سيدوس علمك أيضاً تحت أقدامه، لا تبكِ عندئذ يا ترامب إذا رأيت علم أمريكا علم بلدك، إن كان لك بلد لا تبكِ عندها، إذا رأيت هذا العلم الخائن والفاسد والمجرم يُداس تحت أقدام رجال الله رجال الجيش العربي السوري.

ونقول للعالم أجمع: كما ارتفعت راية هذا الوطن في كل مكان مِن أرضنا الحبيبة، سيرتفع قريباً فوق سماء عفرين، هذا عهد ووعد من رجال الله رجال الجيش العربي السوري، وَعَدُونا أن يُعيدوا لنا مدينة عفرين، وعد السوريون جميعاً بعضهم بعضاً أن يَتواصوا على رفع هذه الراية، لا يمكن أبداً نحن كشعب وكقيادة وحكومة لن نقبل أبداً على الإطلاق أن ترتفع راية غير راية هذا الوطن، هذه الراية هي التي ستشمخ عالياً فوق سماء وطننا الحبيب، لأن هذه الراية هي التي تُوحدنا، هم يُريدون الأمريكان، هم يُريدون رفع رايات عديدة، لكي نبقى مُتشرذمين مُتفرقين، يعلمون أن هذه الراية هي التي تجمعنا، يُدركون تماماً أنَّ هذه الراية هي التي تُقوينا، فعندما تُرتفع رايات أخرى غير هذه الرَّاية نَضعف ونتشتت، تَذهب ريحنا وتَضعف قوتنا، هذا الذي يخطط إليه الأمريكي، فنحن مِن شَرق سوريا إلى غربها ومِن شمالها إلى جنوبها لن نَقبل أبداً، والله لن نقبل مهما كلفنا مِن ثمن، ومهما طالت الحرب، ومهما طالت الآلام، واشتدت المرة أو واشتدت الآلام، لن نتنازل عن هذه الراية، هذه الراية راية حق وشرف وعفاف وطهر، عندما ننظر إليها نشعر بقيمتنا، عندما ننظر إليها نشعر بحبنا لبعضنا البعض، عندما ننظر إليها نُدرك بأننا أسود الله على هذه الأرض، هذه الرَّاية ستزيدنا قوة وعزيمة وإصراراً، لأنها رَاية الحق، والله سينصرها ولو بعد حين.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.


 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم زدنا ولا تنقصنا وأعطنا ولا تحرمنا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً سحاً غدقاً طبقاً مجللاً إلى يوم الدين، اللهم إنا نسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تُثَبِّتَ الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم إنا نسألك أن توفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 971
تحميل ملفات

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *