الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024 , آخر تحديث : 2024-03-11 13:07:01 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2017-02-20 الساعة 12:11:33
دعوة الإسلام للعمل للدارين الدنيا والأخرة
الشيخ مأمون رحمة

بتاريخ: 11 من صفر 1438 هـ - 11 من تشرين الثاني 2016 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )وَلَقَد مَكَّنّاكُم فِي الأَرضِ وَجَعَلنا لَكُم فيها مَعايِشَ قَليلًا ما تَشكُرونَ( [الأعراف: 10].

معاشر السادة: هناك فلاسفة من الشرق والغرب ظلموا الإسلام عندما قالوا: (إن الدِّين يُعلق أتباعه بالدار الآخرة، ويَصرف أفكارهم إلى نَواحٍ غيبية مُبهمة، ويُبدد قواهم وراء العمل للدار التي يتوهمون أنهم يُحشرون فيها أو يعودون إلى ربهم فيها، وذلك كله على حساب علاقتهم بهذه الأرض ومن فيها وما فيها، فترى المتدينين يضيقون بالحياة ويستوحشون منها، ولا يأسون لما يفوتهم من التقدم فيها والاستكثار من خيرها، ويَظنون أنهم إنما يُحرزون أنصبتهم من الكمال النفسي، ومن التَّقدم الأخروي على أنقاض هذه الحياة التي يتجهمون لها ويجهلون أساليب العيش بها).

ونحن من باب الأمانة نقول: إن هذا التفكير إذا قِيس بحقائق الإسلام المقررة وقِيَمه المعتمدة وتعاليمه التي تَوطدت واستقرت في كتاب الله وسنة رسوله؛ تَبين أنه كَلام تافه لا معنى له, ولا نُنكر أنَّ بَعض المتدينين أعان على تَوجيه هذه التُّهم للإسلام، وأنَّ مَسلكهم في الدنيا هو الذي جعل أَلسنة أعداء الله تَنطلق بالقدح والذم في قِيمة الدين وأثره، ولو أن هؤلاء المتدينين أنصفوا أنفسهم وكتابهم ونبيهم، وأحسنوا الأسوة بسلفهم الصالح، ومَشوا في الطريق التي أقام عليها السلف الأوائل أعرق حضارة عرفتها الدنيا؛ لَكان أعداء الإسلام قد تقاصروا عن هذا الكلام وعجزوا عن توجيه التهم إليه، ولكننا أسأنا الفهم للدين وأسأنا العمل به، فكان مِن سوء الفهم وسوء العمل ما حَرض أعداء الله ورسوله إلى أن يصفوا دينه بهذا الوصف الذي لا أصل له.

إننا نحن المسلمين أمة كبيرة عَريقة، مَكثنا طَوال قُرونٍ طويلة مَكانتنا في العالم موطدة، ورسالتنا فيه مشهورة، وليست هذه القرون سواء في ازدهارها وسنائها، لقد كانت أواخرها أشبه بذبالة مصباح أوشك وقوده على النفاذ، فَهِي تَرتعش مع هَبَّات النسيم، ولا تبقى مع زَئِيرِ العواصف ومع تربص الأعداء وذهول المدافعين، جَاءت القرون الأخيرة فَطَوت طَياً شَنِيعاً هذه الأمة الكبيرة، وفضت مَجامعها ونكست راياتها، وعاثت في تراثها وفعلت به الأفاعيل.

إن أمتنا الكبيرة تنتشر فوق بِساط من الأرض الطيبة، التقت فوقه مقاليد الدنيا ومفاتيح العمران، ونستطيع الجزم بأنها لو أحسنت استغلال ما تملك فإن سائر الأمم الأخرى تحتاج إليها ولا تحتاج هي إلى أحد، فإن شَرايين الحياة الاقتصادية للقارات الخمس تبدأ مِنَّا وتنتهي إلينا.

إن أُمماً شتى شرعت تغزو الفضاء بعد ما انتصرت على الأرض، على حين أنَّ جماهير غفيرة بعد رقاد طويل شَرعت تفتح عَينها لترى أين تَضع قدمها في أوائل الطريق الطويل، كيف جَمُدَت هذه الأمة؟ وكيف تنطلق؟ وعلى مَن تقع التبعة؟ ما سر هذا الموت الرهيب؟ ما علة هذا التخلف المهلك؟ هل الدين هو المسؤول عن ذلك؟.

إن الإسلام يقيم أركان الإيمان على فَهم الحياة بصدق، والتصرف فيها بعقل وأمانة، والقيام برسالتها إلى آخر رمق، ولعل أقرب ما يُصور هذه الحقيقة قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد: ((إذا قامت الساعة على أحدكم وفي يده فسيلة فليغرسها))، وهذا الأمر بِغَرس الخضر الذي يَخرج منه النبات في تلك الآونة العصيبة له دَلالة حافلة، إنه أمر بمواصلة أسباب الحياة في الوقت الذي تَستحصد فيه الحياة، وممن صدر هذا الأمر؟ صَدر من نبي يُوجه البشر إلى الآخرة، ويَحث الناس على كره جَحيمها وحُبِّ نعيمها.

إن نبي الإسلام علم العرب أن الإسلام بناء لا هدم، وحياة لا موت، وتقدم لا تراجع، فعندما فهم العرب الإسلام انطلقوا بغتة بعد وقوف طويل، وبرزوا بعد خفاء مُهين، ولم يَكن الوقود الذي أشعل حركتهم وأطلق عنانَهم إلا هذا الدين، نعم هذا الدين وحده، فعن طريقه أبصروا النور، وأنشؤوا المدنيات، ثم إن العرب لم يذوقوا وحدهم طعم الحياة الراقية في ظل الإسلام، بل أذاقته أمماً في الشرق والغرب، كانت رمماً بالية حتى جاء هذا الإسلام فمنحها الحياة والرقي والقوة.

إن العمل للدارين الدنيا والأخرة قد وصل الإسلام أطرافه وربط بعضه ببعض، فإذا رأيت طاقات مُعطلة وأعمالاً مهملة وواجبات مهددة فثق أن الذي ضاع مِن دين الله لا يقل عن الذي ضاع من دنيا الناس، وثق أن الانهيار النفسي الذي جَرَّ هذا الضَياع قد أصاب الإيمان والخلق مثلما أصاب الحضارة والعمران، فإذا تَدبرت القرآن فإنك لا تَجد دعوة أحر من دعوته إلى الإيمان والإحسان والإصلاح، وكذلك إذا تَدبرت سيرة رسوله فلا تجد رُجولة تُدانيها في الكفاح والدأب والمصابرة.

إن الإسلام رَسم خَطاً مُشرقاً للحياة الإنسانية على ظهر الأرض، وأي تَالٍ للقرآن الكريم يَعلم أن الله استثار أَعرق ما في الإنسان مِن خصائص، وطلب منه أن يُديم الخطو بين فجاج الأرض وآفاق السماء، وهو مفتوح العين ذكي النظر مرهف الحس، وأن يكون ملكاً بين شتى الكائنات التي سُخرت له ومُكن منها، فإذا ارتكس ابن آدم بعد هذا البلاغ وتعثرت خطواته واستبدت بمسالكه أوهام غبية فليتعلل بما شاء من معاذير، ولكن لا معنى للكذب على هذا الدين.

لقد جعل الله الإنسان سَيداً في الكون، عندما مَكَّنه ومَلَّكه وسَخَّر له، حيث قال سبحانه: )اللَّـهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ([الجاثية: 12-13]، هذا التسخير للإنسان هو الذي يُحدد مكانة الإنسان في الأرض، وعلاقته بهذه الدنيا التي يَعيش فيها، الإسلام يَستغرب أن تكون الأمة المنتسبة له أمة تَسكن جانباً خَرِباً من الأرض، بَينما يَسكن غيرها في الجانب المعمور مِن دنيا الناس.

ونَتساءل بعد ذلك: ما السر في هذا التصدع النفسي والعقلي الذي ران على المسلمين في أغلب أقطارهم، وجعلهم غرباء في أرضهم عجزة عن استخراج كنوزها واستغلال ما تناثر هنا وهناك من خيرها؟.

السر في ذلك أننا فَهمنا الدين صلاة وصياماً وحجاً، ولم نفهمه علماً وحياة ومعرفة، فالإسلام يَرى أن الزراعة والصناعة والتجارة عبادة، ألم يقل النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة))، وفيما يتصل بالصناعة قال سبحانه: )وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير( [سبأ: 10-11].

أجل لنقل بصراحة: إن أمتنا مُحتاجة إلى أن تُجيد فن الحياة, مِن أجل ذلك ترى الأمم التي سَقطت في غيبوبة الموت الأدبي تُعاني الجهل والفقر والمرض جميعاً.

إن ثروات الأمة العربية والإسلامية الضخمة تُعتبر في حكم الضياع، وإن هذه الثروات تَستغلها القوى المعادية لنا بما يعود بالضرر على العرب والمسلمين, مِن أجل ذلك -يا سادة- نُعلن أن الحفاظ على هذه الثروات فرض عين، وقد أصبح لزاماً على شعوب الأمة العربية والإسلامية وقد أحدق الشر بها أن تعمل متعاونة ومتساندة من أجل الحفاظ على ما بقي من خيرات وثروات.

ويؤسفنا أن نقول: إن الحرية التي تَشبث بها بعض أبناء هذه الأمة لَيست هذه حرية العقل في أن يُفكر ويجد ويكتشف، بل حرية الغريزة في أن تطيش وتنزو وتضطرم.

معاشر السادة: الإسلام دعا إلى العمل، دعا إلى بناء الكون، إلى جانب ذلك دعا الإنسان إلى عبادته، إلى توحيده، إلى معرفته جل جلاله، فعندما تجد مسلماً يدمر مكاناً ما ويبيد مكاناً ما ويقتل ويجرم ويعربد؛ فإن هذا العمل لا يرضاه الله ولا رسوله ولا الإنسانية جمعاء.

إننا في هذه الأيام المباركة نَعيش في ذكرى الحركة التصحيحية المجيدة، هذه الحركة المباركة التي قادها القائد الخالد في قلوبنا والعظيم دائماً في قلوبنا والعزيز دائماً علينا جميعاً، هذه الحركة التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد رحمه الله تعالى، عادت بالوطن وعادت على الوطن بالخير والعطاء واليمن والبركة، ماذا فعل القائد الخالد آنذاك؟ بَنى السدود وبنى المدارس، وأنشأ المصانع والمعامل، وعبّد الطرق وأنشأ المشافي، وجعل التعليم مجانياً، وجَعل الطبابة مجانية، ولا زالا كذلك حتى الآن، على الرغم من الظروف القاهرة التي يتعرض لها وطننا الحبيب، وقام أيضاً بإيصال الكهرباء إلى القرى النائية البعيدة عن المدن، فأصبح كل مكان يقوم على الحياة التي يريدها ويتمناها, أما دعاة الحرية هؤلاء الكذبة والمنافقون، ماذا جاؤونا بعد ذلك، ما هو البديل الذي جاء به هؤلاء الخونة هؤلاء المنافقون، ما يسمون بالجيش الحر، ما هو البديل الذي جاؤوا به إلى المواطن في هذا الوطن؟ شَرَّدوا الناس من بيوتهم ومن قراهم، وسرقوا أمتعتهم وحاجاتهم، ويقولون بعد هذا وذاك: لقد حررنا الغوطة الشرقية من النظام، هل يَسكن النظام في الغوطة الشرقية، لقد حررنا ريف دير الزور من النظام، لقد حررنا ريف حمص من النظام، ألا ترون إلى غبائهم وجهلهم؟! يا سادة، ألا ترون إلى هذه الأكاذيب والدعاوى التي يُحاولون أن يُقنعوا الآخرين بها، أو يحاولون أن يقنعوا الخفاف أمثالهم بها، ماذا فعلوا؟ دمروا الوطن، أين اقتصادنا اليوم، أين بترولنا، أما سألت نفسك -أيها السوري- يا من غررت عن علم أو عن جهل وغباء أو عن تَصهين، أما سألت نفسك يوماً أنه مَن يُدمر وطنه فهو يُدمر بيته مِن حيث يدري أو لا يدري، ماذا فعلتم؟ دَمرتم اقتصادنا، أصبحنا نَتمنى أن نرى لَمبة الكهرباء تَستديم في إنارتها، وبفضل الله ولا نُنكر ذلك أننا ما زِلنا نَنعم بنعمة الكهرباء على الرغم من الظروف الصعبة والقاسية، لكن كيف كان حالنا بالأمس، وكيف حالنا اليوم، ماذا فَعلتم في مشافينا العظيمة والراقية التي كان الخليجيون يأتون إلى هنا إلى دمشق لكي يتعالجوا من أمراضهم السقيمة والعقيمة، ماذا فعلتم؟ هل بنيتم جامعاً -قولوا لنا أيها المجرمون- هل بنيتم جامعاً؟ هَل بنيتم مَدرسة؟ هَل خَرَّجتم طبيباً ومفكراً وعالماً؟ هل قُمتم بحماية وصيانة هذا الوطن؟.

الحرية أن يَعيش الناس بعلم الحرية، أن يعيش الناس بكرامة وأمان واستقرار، أين الاستقرار؟ أنا أسألكم بالله، أسأل كل عاقل في هذا العالم، هل يَستطيع أي إنسان مُهدد من قِبل المسلحين المجرمين المارقين أن يذهب ويعيش بينهم؟ لا أبداً، لا سيما إذا شموا مِن فمك رائحة الوطنية ورائحة الإخلاص لهذا الوطن وقائد الوطن، فهل الحرية أن تقتل أخاك إذا كان أخوك يحب وطنه؟ هل الحرية أن تحرق النفوس في قريتك ومدينتك، هذه النفوس التي تحفظ الأنساب والعائلات والتي تحفظ الأجيال؟ هل الحرية أن تدمر مخفر شرطة أو بلدية، ثم تقول بعد هذا وذاك: حررنا المكان الفلاني من النظام؟ ماذا فعلتم بنا يا خونة، ماذا فعلتم بنا يا مجرمون، أما تبكي -أيها المسلم, أيها العربي, أيها السوري- عندما ترى بلاد الغرب آمنة مستقرة، عندما ترى شعوب الغرب يحافظون على أوطانهم، على دم بعضهم البعض، في الوقت تجمعهم عقائد شتى وأفكار شتى ومذاهب شتى، ونحن العرب الذي يَجمعنا إله واحد وكتاب واحد ونبي واحد؛ نقتل بعضنا، ندمر أوطاننا، نشتت نقتل ندمر، نفعل ما نفعل، أما سَألتم أنفسكم يوماً: هل هذا هو فعل العقلاء؟ هل هذا هو فعل الذين حَقاً يُريدون الحرية بمعانيها الصحيحة؟ لقد زيفتم كل شيء، زيفتم الأسماء، وزيفتم المصطلحات، حتى تَقتلوا وتشوهوا وتدمروا وتسفكوا، وتفعلوا ما تفعلوا، لعنكم الله أنتم وشيوخكم، شيوخ الفتنة شيوخ الضلالة شيوخ الجهل، وإذا تكلمت بهذا الكلام يكون الرد عليك بالشتيمة والسخرية والسباب.

عجب! أين دليلكم؟ أين حجتكم؟ أين صراخكم الحق؟ وأين صوتكم الحق؟ نحن هنا في دمشق في قلب العروبة والإسلام، نتكلم علناً ونتكلم بصراحة ووضوح، لا نداهن لا ننافق، لا نرائي لا نخاف، لا ننبطح لا نستكين، لا نتوانى أبداً، ونقول الحق بكل جرأة ووضوح، ولا نسأل على أحد أو عن أحد أبداً، لأننا أصحاب حق، وندافع عن قضية وطن وقضية مصير شعوب وأجيال، ما هي حجتكم يا خونة؟ ماذا فعلتم بعد مرور ما يقارب ست سنوات؟ أجيبونا إن كنتم صادقين، إذا كنتم في الغوطة الشرقية أو في ريف حمص أو في ريف دير الزور أو في ريف إدلب أو في أي مكان من هذا الوطن، أرونا عملاً فعلتموه ترضون به أو أرضيتم به الله ورسوله والمواطن، أرونا عملاً واحداً، قتلة، مجرمون، كاذبون، سفاكون، ذباحون، لا تمتون والله لا إلى الإسلام ولا إلى الأخلاق ولا إلى الإنسانية بصلة، كم تتأثر وكم تبكي، وكم تشعر بالغصاصة والحرقة في قلبك، عندما ترى مقطع فيديو مثلاً، تجد المسلحين يعذبون رجلاً لأنه كان موظفاً في الدولة، يعذبونه حتى يموت، ذنبه أنه موظف في الدولة، ما هذه العقول السخيفة.

يا عرب, يا عرب أين الوعي؟ يا عرب أين الأخلاق؟ يا عرب أين القيم؟ يا عرب أين إسلامنا الذي ندعيه؟ والله لَيس إسلامنا بقتل ولا إجرام ولا هدم ولا سفك للدماء أبداً، دين الإسلام دين بناء، دين عطاء، دين رحمة، دين أخوة.

تعالوا أيها السوريون جميعاً، تعالوا لنقف جميعاً في صف واحد وفي خندق واحد، تعالوا لنملأ الشوارع، ولنقول للعالم: سنعيد بناء سوريا كما كانت وأفضل، وسنريكم يا خونة، وعلى رأسهم أوباما، رحل الباطل رحل أوباما، وبقي الحق وبقي الأسد، رحل ساركوزي رحل الباطل وبقي الحق، رحل حمد الصعلوك وبقي الحق بقي الأسد.

تعالوا لنقول للعالم: ها أنتم ذا عَملتم على دمار هذا الوطن، ونحن سنبنيه، سنحافظ على خيراته وموارده، بكل ما أوتينا من قوة ومن صبر وثبات وشجاعة وحكمة, ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.


 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــ2ــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير, اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين, اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين, اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً سحاً غدقاً طبقاً مجللاً إلى يوم الدين, اللهم إنا نسألك أن تنصر رجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تسدد الأرض تحت أقدامهم، وأن تسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بِشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1096
تحميل ملفات
فيديو مصور