بتاريخ: 13 من محرم 1438 هـ - 14 من تشرين الأول 2016 م
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.
عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.
يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )وَالَّذينَ اتَّخَذوا مَسجِدًا ضِرارًا وَكُفرًا وَتَفريقًا بَينَ المُؤمِنينَ وَإِرصادًا لِمَن حارَبَ اللَّـهَ وَرَسولَهُ مِن قَبلُ وَلَيَحلِفُنَّ إِن أَرَدنا إِلَّا الحُسنى وَاللَّـهُ يَشهَدُ إِنَّهُم لَكاذِبونَ * لا تَقُم فيهِ أَبَدًا لَمَسجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقوى مِن أَوَّلِ يَومٍ أَحَقُّ أَن تَقومَ فيهِ فيهِ رِجالٌ يُحِبّونَ أَن يَتَطَهَّروا وَاللَّـهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرينَ( [التوبة: 107-108].
معاشر السادة: المسجد قلب المجتمع الإسلامي، وملتقى المؤمنين بالغدو والآصال لأداء حقوق الله، واستلهام الرشد واستمداد العون منه جل شأنه، وهو مَصدر طاقة عاطفية وفكرية بعيدة المدى خصوصاً أيام الجمع، عندما تنصت جماهير المصلين في سكينة وخشوع للإمام وهو يَشرح لهم تعاليم الإسلام ويبين لهم حدود الله، ويفقههم على ما في الكتاب والسنة من عظات وآداب.
إن خطبة الجمعة مِن شعائر الإسلام الكبرى، ومعانيها تنساب إلى النفوس في لحظات انعطاف إلى الله وتقبُّل لوصاياه، ومن ثَمَّ كان موضوعها جليل الأثر كبير الخطر، ولما كان للمسجد دوره وللمنبر أثره وخطورته؛ بادر النبي صلى الله عليه وسلم إلى بناء المسجد، لتظهر فيه شعائر الإسلام التي طالما حُوربت، ولتقام فيه الصلوات التي تَربط المرء برب العالمين، وتنقي القلب من أدران الأرض وأوزار الدنيا.
لقد شارك النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في بناء المسجد، فكان يَحمل الأحجار واللبنات على كاهله الشريف، ويَهتف قائلاً: ((اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة, فاغفر للأنصار والمهاجرة))، وتَضاعف حماس الصحابة في العمل عندما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم يَجهد كأحدهم، ويكره أن يتميز عليهم، فراحوا يرتجزون قائلين:
لئن قعدنا والنبي يعمل * لذاك منا العمل المضلَّل
وتم بناء المسجد في حدود البساطة، فراشه الرمال والحصباء، وسقفه الجريد، وأعمدته جذوع النخل، هذا البناء المتواضع السَّاذج هو الذي رَبَّى ملائكة البشر ومؤدبي الجبابرة وملوك الدار الآخرة.
في هذا المسجد المتواضع أَمَّ النبي صلى الله عليه وسلم خِيرة مَن آمن به، وتعهدهم بأدب السماء من غبش الفجر إلى غسق الليل.
إن مكانة المسجد في المجتمع الإسلامي تَجعله مَصدر التوجيه الروحي والمادي، فهو ساحة للعبادة ومدرسة للعلم ومنارة للحق، فليس المسجد مُتحفاً لِفنون الزينة ولا معرضاً لبدائع الهندسة، ولا مَكان في بنائه للتكلف والإسراف والمباهاة، لذلك نَجد سلفنا الصالح قد انصرفوا عَن زخرفة المساجد وتشييدها إلى تزكية أنفسهم وتقويمها، فكانوا أمثلة صحيحة للإسلام، فقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأحد بنائي المساجد: (أكن الناس من المطر وإياك أن تحمر أو تصفر).
والمسجد الذي وجه الرسول صلى الله عليه وسلم هِمته إلى بنائه قبل أي عمل آخر بالمدينة ليس أرضاً تُحتكر العبادةُ فوقها، فالأرض كلها مسجد، والمسلم لا يتقيد في عبادته بمكان، إنما هو رمز لما يَكترث له الإسلام أعظم اكتراث، ويتشبث به أشد تشبث، وهو وصل العباد بربهم وصلاً يتجدد مع الزمن ويتكرر مع آناء الليل والنهار، فلا قيمة لإنسانية تَذهل عن خالقها، وتجهل اليوم الآخر، وتَخلط المعروف بالمنكر، فليس لِعبادة الله مَكان خاص، فقد ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة، وأعطيت الشفاعة))، وإلى ذلك أشار القرآن أيضاً بقوله سبحانه: )يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ([العنكبوت: 56].
وهذا التيسير على الناس في عبادة الله لا يَمنع مِن تخصيص أماكن لذكر الله والإقبال عليه، يقصدها المؤمن في أوقات متقاربة، ليهدأ في رحابها من ضجيج الحياة، وليلمح فيها إخوانه وهم مُقبلون على الله بنيات خالصة، يَرجون رحمته ويَخافون عَذابه، ولَيس أعون على الحق مِن رُؤية الآخرين يُهرعون إليه ويُشاركون فيه، فإن وساوس الضعف في نفس الفرد تنزاح أمام إقبال الجماعة ونشاطها، لذلك كان غِشيان المساجد مِن أمارات التَّقوى، وإلفها من دلائل حب الله، وكان السعي إليها تكفيراً للسيئات ومضاعفة للحسنات ورفعة في الدرجات.
وهنا سؤال يطرح نفسه: بما أن مصالح الأمة الدينية والدنيوية مُرتبطة بالمسجد، فما هو السبيل إذاً إلى إحياء المسجد، وجعله منارة للخير والهدى، وتحصينه من الفكر الملوث والمشوه؟.
السبيل الوحيد هو انتخاب رِجال يُحسنون القيام على المساجد، ويَجب أن يَحوز هؤلاء الرجال على أنصبة ضخمة من فقه الدين والدنيا، وأن تَكون لهم دراسات شاملة لِعِلَلِ الجماعة وأدويتها، وإلمام واسع بمذاهب السياسة والاقتصاد، وآراء المربين وعلماء النفس، من عرب وعجم، وبقدر ما يتصفون بغيرتهم على دينهم يَجب أن يتصفوا بالغيرة على وطنهم وقضايا مجتمعهم، والمجتمع الإسلامي فقير أشد الفقر إلى هذا اللون من الرجال، وقد تَولى قيادته الروحية في عصور كثيرة شيوخ، منهم من أحسن ومنهم من أساء، ولو أن القائمين على المساجد انبثوا في نواحي المجتمع، واستحوذوا على ناشئته وشبابه، يُوجهونهم إلى الخير، ويحببون لهم الله؛ لأدوا رسالة المساجد على خير وجه، بل صانوا المجتمعات من الفساد والضياع، فالمسجد مركز هام يمكن أن تَتوسع الدولة في استغلاله على نطاق واسع، لرفع مستوى الجماهير مادياً وأدبياً، ويُمكن أن تَنوط به مَهام اجتماعية أخرى، فعندما تُستغل الدول والمجتمعات المساجد في الخير والإصلاح فإنه يَختفي في المجتمع نَعيق البوم ويظهر فيه حديث الحياة.
إن في الإسلام مَن يُسمون أهل الذكر، ومَن يُلقبون بأولي الأمر، ولهؤلاء وأولئك حق الصدارة والتوجيه، فلا يَسوغ للعامة أن تتبع مَشاعرها الساذجة، أو تقف عند معارفها الضيقة، فيما يَعرو المجتمع العام من حرب وسلام وقلق وأمان، بل يجب بل ينبغي أن ترتقب توجيه القادة مِن ذوي الفكر الحصيف والبصر النافذ، هكذا رسم الإسلام طريق الصواب للقاصرين، عندما خاطبهم بقوله سبحانه: )فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ ([النحل: 43].
يا سادة: إن المساجد منذ نشأت كانت مصانع للرجال ومنارة هداية للأجيال، وقد لاحظنا أنه يوم هجم الإنكليز على بلاد الشام، واستطاعوا أن يحتلوا فلسطين، لاحظنا أنه في الوقت الذي نجحوا فيه عسكرياً كانوا مُستميتين من الناحية الثقافية والاجتماعية أن يَسحبوا الإسلام من ميدان المقاومة، وأن يجعلوا العرب المهزومين لا يلتقون في المساجد لقاءً نافعاً، ولا يَتجمعون في دنيا الناس تجمعاً حراً، لأن الاحتلال حتى ينجح في بلوغ أهدافه لا بد أن يمنع الإسلام من أن يكون في جبهة المقاومة، وذاك ما حدث، فإن المساجد أصبحت صوراً، وأصبح الكلام الذي يُلقى فيها ميتاً، واستمات وزراء الإنكليز في شتى الميادين أن يَرفضوا أي تجمع للإسلام في بلاده، وبذلك استطاع اليهود أن يَضرِبوا دون أن يُضرَبوا، وأن يَظلموا وهم آمنون من العقوبة، وأن يتبجحوا وهم يُدركون أن الثأر منهم والإعداد لهم ما دام بعيداً عن الإسلام فلا قيمة له.
إن المساجد هانت رسالة وهانت مظهراً وجوهراً، وقد استطاع أعداء الإسلام -مع الأسف- أن يكوِّنوا شعوباً وأجيالاً صلتها بالمساجد مبتوتة، من هنا تدرك -أيها المسلم, أيها العربي- من هنا تدرك السر الذي دفع أمريكا وفرنسا وبريطانيا بالإيعاذ إلى المتأسلمين أن يَهدموا المساجد في سوريا، وأن يُحولوها إلى سجون يُعذَّب فيها الأبرياء، وقد وبخ الله هؤلاء المجرمين بقوله سبحانه: )وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّـهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ( [البقرة: 114].
معاشر السادة: كان المسجد في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وفي عهد التابعين وأتباع التابعين، كان المسجد كل شيء، في حياتهم، في معيشتهم، في قتالهم، في سلمهم، في طلاقهم، في زواجهم، في كل شيء يعترضهم في حياتهم، كان المسجد هو القبلة لهم في كل شيء لحل قضاياهم، لأن المسجد منه خرج العطاء، ومنه خرج الفكر الطيب النير، الذي جاء به القرآن الكريم، وتمثل في شخصية النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما تمسك المسلمون الأوائل بالمساجد، واحترموها وقدسوها وعرفوا قيمتها، وأدركوا جلال بيوت الله سبحانه؛ سادوا الدنيا بما فيها، وكانوا رحمة للعالمين.
أما اليوم فإنك تجد الناس -مع الأسف- يتركون المساجد وروادها قليلون، ونجد إلى جانب ذلك، نجد الإرهاب والإجرام دمر مساجدنا في الجمهورية العربية السورية، دمروها بعد أن انتعلوها، كما قال بالحرف الواحد شهيد المحراب الدكتور "محمد سعيد رمضان البوطي" رحمه الله تعالى، بعد أن انتعلوها دمروها، لماذا؟ لأنهم لا يُريدون خطيباً يَقف بحق في وجه الصهاينة المعتدين، وفي وجه بني سعود الغادرين، وفي وجه السياسة الغربية الماكرة، وفي وجه السلطان العثماني الجديد "أردوغان"، أرادوا تدمير المساجد لكي لا يسمعوا صوت حق يقف واحد من أهل العلم على منابرها، وإلا لماذا قتلتم -يا خونة- شهيد المحراب "محمد سعيد رمضان البوطي"؟ لماذا قتلتم الشيخ "أحمد صادق"؟ لماذا قتلتم ما يَزيد عن مائتين من العلماء الأجلاء هنا وهناك؟ لماذا؟.
إذاً تقصفون مساجدنا بقذائف حقدكم ومكركم، لماذا دمرتم المساجد بعد أن ألغمتموها بقذائف حقدكم ومكركم؟ لماذا فعلتم ذلك؟ هل طريق حريتكم هو دمار المساجد؟ هل طريق الديمقراطية التي تدعونها -يا كذبة ويا خونة- هي قتل العلماء والشيوخ الأجلاء؟.
فَكُنا نقول ونقولها اليوم: مَن كان يعتدي على بيوت الله ومن اعتدى من قبل لَن ينتصر، ومن قتل الأبرياء وسارع إلى سفك دمائهم لن ينتصر، قلناها: لن تنتصروا والله، لن تنتصروا لأنكم خونة، ولأنكم خدام لـ "نتنياهو"، وخدام للماسونية العالمية، وخدام لأبو جهل "سلمان بن عبد العزيز"، وخدام للقزم وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير"، وغيره.
فنحن في دمشق ومِن على هذا المنبر، سنبقى أسود الدين الإسلامي، وأسود الفكر الإسلامي الصحيح، الذي أنزله الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم، وسنبقى واقفين على أقدامنا نواجهكم بما جاء به القرآن والسنة المطهرة، نواجهكم بكل قوة وبكل جرأة، لا نخاف، لا نستكين، لا ننبطح، ولا نتوارى، ولا نتخاذل، فنحن هنا أصحاب الحق، والجمهورية العربية السورية هي وطننا، لا نقبل أبداً بتمزيقها ولا بتقسيمها، ولا نقبل أبداً أن يكون هناك إرهابي واحد على أرض هذا الوطن، يقتل ويدمر ويجرم ويعربد، مهما كلفنا ذلك مِن ثمن.
فالمساجد هي رسالة خير وإصلاح، والكنائس أيضاً كان لها دور كبير في هذه السنوات العصيبة والجائرة والجافة، كان للكنائس دور كبير في توعية الشباب المسيحي، وكان للكنائس دور كبير في الدعوة إلى البقاء في أرض هذا الوطن وعدم الهجرة إليه، وكل مسجد هدموه وكل كنيسة دمروها سنعمل على بناء المسجد وسنعمل على بناء الكنيسة، لا نفرق بين مساجدنا ولا بين كنائسنا، وقد كنا منذ مئات السنين نعيش نحن والمسيحين على أرض هذا الوطن، نأكل سويةً ونقتسم رغيف الخبز سوية، ونأكل من صحن واحد ومن ملعقة واحدة، وسنبقى هكذا، وهذا عهد أمام الله، سنعيد مساجدنا كما كانت وأفضل، وسنعيد كنائسنا كما كانت وأفضل، لنري العالم بأسره أن أصحاب الحق أبوا إلا أن ينتصروا، وأبوا إلا أن يعيشوا كما أرادت نفوسهم الكريمة الأبية, ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.
الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــ2ــــــــــة:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. عباد الله اتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير, اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك, ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشداً, اللهم إنا نسألك أن تنصر الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, وأن تؤيدهم بمدد وملائكة من عندك يا رب العالمين, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تثبت الأرض تحت أقدامهم, وأن تسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بِشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.