الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024 , آخر تحديث : 2024-03-11 13:07:01 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2016-08-03 الساعة 12:18:30
أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا
الشيخ مأمون رحمة

بتاريخ: 24 من شوال 1437 هـ - 29 من تموز 2016 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ( [الروم: 30].

روى الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر)).

معاشر السادة: لما جاء الإسلام -والإسلام دين الإنصاف- قال لليهود: نُقِرُّ حرية التدين، نعترف بحرية العقل والضمير لكل إنسان أن يَعتنق الدين الذي يُحب، وأن يبقى عليه ما يشاء، وبيننا وبينكم في المدينة جوار، فلنرعى حق الجوار، ولنتعاون في دفع أي عدو يُفكر في الهجوم على المدينة، بوصف أن لنا فيها مصالح مشتركة، فهي وطننا الذي يضمنا والبلد الذي يؤوينا، ولم يجد اليهود بداً من أي يقبلوا المعاهدة لأن فيها الإنصاف والعدالة، ولا معنى لاعتراض هذا الكلام، قَبِلَ اليهود المعاهدة على مضد أمضوها برضىً ظاهر، ولكن ضيقهم النفسي بها بدأ يظهر على مر الأيام، كيف ظهر؟ لقد ذهب وفد من اليهود إلى مشركي العرب في مكة يُحرضهم على محمد ومن معه، فسألهم زعماء مكة من عبدة الأصنام فقالوا: حَدِّثونا أنتم أهل الكتاب، فإنكم خبراء بما نحن عليه وبما يدعو إليه محمد، نحن أفضل منه أم هو أفضل منا؟ فقال زعماء اليهود: بل أنتم خير منه وأفضل، وقَصَّ القرآن السؤال والإجابة عليه، وهي إجابة فاجرة، حتى أن بعض مؤرخي اليهود حزنوا لهذه الإجابة، وقالوا: لقد كان رد اليهود بهذا الأسلوب رداً قاسياً، لأنه لا يُمكن أن تفضل الوثنية على التوحيد، لأن تفضيل الوثنية على التوحيد جريمة منكرة، قال سبحانه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَـٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا * أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا * أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا * أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 51-54].

وتحدث القرآن أيضاً عن المشاعر النفسية لليهود نحو الإسلام ونبيه، فقال: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا﴾ [البقرة: 109]، ولماذا يودون ويتمنون أن يَرجع الموحدون كفاراً يعبدون الأصنام؟ قال جل شأنه: ﴿حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾ [البقرة: 109]، وبقي اليهود يضمرون في صدورهم حقداً على الإسلام وأهله.

ها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أعدل حاكم ظهر في القارات الخمس، قتله مجوسي متهماً له بالظلم، وتبين من دراسة التاريخ أن مَصرع عمر لم يكن قتلاً فردياً من إنسان، بل كان مؤامرة لليهود لهم فيها يد خبيثة، فإن رَجلاً جاء إلى عمر وقال له: رأيتُ في التوراة أنَّك ستُقتل بعد ثلاث ليال، ما دخل التوراة في مقتل عمر؟ لقد كان اليهود يعلمون أن عمر سيقتل والقاتل يهودي.

وها هو الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه يُقتل، وهو يتلو القرآن الكريم، وتبين أن عبد الله بن سبأ وهو يهودي كان من وراء قتله.

وقُتل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والأمر كذلك.

لكن اليهود اليوم غَيَّروا طريقة حربهم وحقدهم على الإسلام، فقد لجؤوا إلى ضرب الإسلام وتشويهه بيد أبنائه، فإن الإسلام لم يُصب في ميادين الحياة مِن شيء مثلما أُصيب من هذه الأثواب المزورة التي أُظهر فيها، وتلك التشويهات الزرية التي أُلصقت به.

إن كتلاً ضخمة من الجماهير اعتنقت هذا الدين وحملت رايته، ومع ذلك فهي واهية العلاقة به.

يذكر المؤرخون أن "الحسن البصري" رضي الله عنه، قال للناس في خطبة الجمعة: والله لو دخل علينا رجل من باب هذا المسجد لما عرفنا مسلمين إلا مِن قبلتنا هذه.

أليس من الواجب كَشف هذا البعد بين المسلمين وبين ما يعتنقون من دين؟ يجب أن يأخذ الإسلام نصيبه الكامل في عرض حقائقه وبيان مناهجه، وأن يُعطى الفرصة الكاملة لتنظيم أحواله داخل بلاده، ولولا ما في الإسلام من مناعة ذاتية حَصنته وحصنت معتنقيه ضد عوامل الفناء لذهب وذهبوا هباء منثوراً.

إننا نلفت النظر إلى أن قوى الشر في العالم تعمل ضد الإسلام بضراوة وقساوة، وقد استطاعت أن تجعل من بعض أبنائه خنجراً في ظهرنا، وحربة تشق أضلعنا، وعلى المسلمين أن لا يكونوا مستغفلين لما يحاك لهم ولدينهم، فإن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين)).

يجب أن نبحث نحن المسلمين عن آثار العداوة ضدنا، إنها تَسري بيننا في صمت ودون ضجيج، بل ووراء ابتسامات صفراء تعمل قوى كثيرة بين ظهرانينا لتغتال الإسلام، لتمحق قوانينه وتقاليده، لتُهين كرامته، لترمي بالعمائم الإسلامية وحدها في الأقذار، أما غيرها ولو كانت تاجاً على رأس خادم البقر فلها كرامة، تَسمعون في المؤتمرات الدولية كلاماً معسولاً وقرارات حلوة، ولكن العمل في الظلام هو الذي ينفذ، والحقد على الإسلام هو الذي يُملي إرادته، وبدأ هذا الحقد يظهر على فلتات الألسنة، وفي تصريحات الساسة الغربيين أيضاً.

إن نفوسنا -يا سادة- إن نفوسنا تغزوها الحسرات عندما نَسمع ونرى نفراً من ساسة العرب وعلى رأسهم ساسة بلاد الحرمين يَبنون مستقبل بلادهم وذراريهم على محالفة الغرب، ويُقرون في حرارة ورغبة أن تكون بلادهم مَسرحاً للغرب وأمريكا وإسرائيل، والحقيقة أن القَوم جفت صفات العزة والشرف من بين جوانحهم، أما عواطف الإيمان بالله والغيرة على دينه وعباده فقد انقضت منذ زمن بعيد، فهل بلغ من رضا البعض أن يركل بالقدم ثم هو يتمسح بأذيال راكليه، ويريد الانضمام لمعسكرهم والعمل في صفهم؟.

لقد حدث في أخريات الدولة الفاطمية أن جنح بعض الحكام إلى الفرنجة، ليستعين بهم على دعم سلطانه وإعزاز شأنه، فكان جُنوحه إلى هذه القوى الخائنة الظالمة جِناية على الإسلام وخيانة للمسلمين ومصالحهم، فماذا جَنَوا من هذه السياسة؟ كانت ذلاً وهلاكاً ودماراً، وكانت الخيانة التي لجؤوا إليها هي التي خطت مصارعهم، ثم أنقذ الله البلاد من عواقب هذه السياسة المعوجة، وذهب أعداء العروبة والإسلام ومن والاهم أدراج الرياح.

إن القوى المعادية للإسلام تُعربد قريباً منا وبعيداً عنا، ونحن يَجب أن ندرك ما يراد بنا وما يبيت لنا.

إن تاريخنا ينخفض ويرتفع، وقد تكون الأمة الإسلامية الآن في فَترة مُحزنة كفترة استلاء الفرنجة على المسجد الأقصى، أو كفترة سقوط بغداد في أيدي التتار، وعلى الرّغم من المآسي التي نعيشها نُؤمن بأن أمجادنا التي افتقدناها ستعود يوم يعود العرب إلى عروبتهم والمسلمون إلى إسلامهم.

قديماً انتفض العلماء الغيارى في وجه الجهلاء والمأجورين الذين يُشوهون صورة الإسلام، وذلك حتى لا يفهم الإسلام كما يُصوره أصحاب العقول المشوهة والنفوس المنحرفة.

قال الشيخ "أحمد ديدات": أشرس أعداء الإسلام -اسمع أيها المسلم، أيها العربي- أشرس أعداء الإسلام هو مسلم جاهل، يتعصب لجهله ويشوه بأفعاله صورة الإسلام الحقيقي، ويجعل العالم يظن أن هذا هو الإسلام. وقال "ديدات": الإسلام بك أو بدونك سينتصر، لكنك أنت بدون الإسلام ستضيع وتخسر. وقال "ابن رشد": أكبر عدو للإسلام جاهل يكفر الناس. وقال هتلر: كان بإمكاني أن أقتل جميع يهود العالم، ولكن تركت بعضاً منهم لكي يعرف العالم لماذا أقتلهم.

إن اليهودية والوهابية والإخوان وجهان لعملة واحدة.

معاشر السادة: الإسلام اليوم شوهه كثيرون من أبنائه مع الأسف، شوهه الكثيرون ممن يدَّعون أنهم مسلمون، ممن يدعون أنهم يحجون ويصلون ويصومون ويطبقون الشريعة الإسلامية، فلجؤوا إلى قتل بعضهم البعض، ونُريد أن نقول لداعمي الإرهاب، لا سيما للذين يقولون: نحن ندافع عن أهل السنة في سورية وفي العراق، نقول لمحمد بن سلمان السعودي، ونقول لأردوغان، وللقطريين، ولأوباما الذي أراد أن يدعم أهل السنة، انظروا يا أهل السنة مَن يدعي أنه يُريد أن يدعمكم وأن يحميكم، أوباما سيجعل نفسه بعد سنين أو بعد شهور قليلة شيخ الإسلام.

لقد استطاع أعداؤنا مع الأسف أن يلعبوا ببعض العقول وببعض النفوس بحجة أنهم يريدون أن يحموا أهل السنة، ونريد أن نقول لداعمي الإرهاب ولأذيالهم: ها هي الغوطة الشرقية سلوا أهل الغوطة بأسرها من الذي هجر أهلها؟ ها هو ريف حمص سلوهم من الذي هجرهم؟ ها هي حلب وريفها سلوهم من الذي هجرهم؟ ها هي دير الزور وريفها سلوهم من الذي هجرهم؟.

لقد استطاع البعض مع الأسف أن يقتني سلاحاً من خلال التمويل، أن يقتني أموالاً طائلة من خلال التمويل، من خلال سرقة اقتصاد وطنه، وأصبح يقتل ويفتك، ومع ذلك يقول نحن نريد أن نُحرر المناطق لكي يعود إليها أهلها، نقول لهؤلاء: ممن تحررون المناطق؟ كنا سابقاً ملوكاً، كنا ملوكاً والله، والله الذي لا إله إلا هو كنا ملوكاً نتربع على عرش الأمان والاستقرار، لكن عندما جئتم، يا مَن مُولتم خارجياً ولُعب في عقولكم عاطفياً وإيمانياً، فذهبت عنا وسلبت منا نعمة الأمان والاستقرار.

وها هو الجيش العربي السوري اليوم، هذا الجيش العقائدي، هذا الجيش الذي يؤيده الله من السماء السابعة، هذا الجيش الذي وقف الله معه عندما حاربه العالم بأسره، يُعيد الأمن والاستقرار إلى مناطق كثيرة في هذا الوطن الحبيب، وعلى رأسها في حلب الشهباء، ها هِي بني زيد، ها هي الليرمون، يُعيدها رجال الله رجال الجيش العربي السوري رجال الله رجال حزب الله، وكل الحلفاء المقاومين الأشاوس، يُعيدونها ويعيدونهم إلى حضن الوطن، ومع هذه الانتصارات الجليلة والكبيرة التي يُحققها هذا الجيش المقاوم، ومِن حقنا وفرض علينا أن نَشكرك، يا جيشنا العظيم، يا جيشنا الكبير، يا جيشنا المقاوم، فرض علينا أن نشكرك، لأن الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم قال: ((من لم يشكر الناس لم يشكر الله)).

ها هو الجيش العربي السوري يطبق الخناق بفكيه القويتين على الإرهابيين الممولين خارجاً، والذين أتوا إلينا من بريطانيا وأمريكا، ومِن جميع أنحاء العالم، ولا نكون مبالغين عندما نقول ذلك، ومع هذه القوة وفي هذه القوة وفي هذا الجبروت يظهر الأسد القائد المقاوم، يَظهر هذا القائد ليقول: دعونا، نريد أن نقدم عفواً لمن غُرِّر به، لمن ما زال في دمه تجري دماء الوطنية دماء العروبة دماء الإسلام، ويُصدر السيد الفريق الدكتور بشار الأسد حفظه الله تعالى ورعاه، وهذا لَيس بالقانون أو المرسوم الأول، فقد لحقه كثير، يُصدر مرسوماً في وقت القوة في وقت الانتصار لأن العفو عن المقدرة مِن شيم الكبراء والعظماء، يقول لأهل حلب: يا أهل حلب، يا من حمل السلاح، يا أهلنا السوريين، يا شبابنا السوريين، تعالوا نحن إخوانكم، نحن أهلكم، نحن أبناء وطنكم، ألقوا السلاح وعودوا إلى حياتكم، عودوا إلى زوجاتكم، عودوا إلى أطفالكم، عودوا إلى أعمالكم، تعالوا لنبني جميعاً هذا الوطن الكبير، تعالوا لندوس هذه المؤامرة جميعاً تحت أقدامنا، لكي نُظهر للعالم أننا ما زلنا سوريين على الرغم ما أصابنا من بعضنا البعض، أننا ما زلنا عروبيين على الرغم ما أصابنا، أننا ما زلنا مسلمين على الرغم ما أصابنا، فكلنا خطاء وخير الخطائين التوابون.

هذا المرسوم هو فُرصة لكل من حمل السلاح من أبناء هذا الوطن، يا أهل حلب، أخاطب الشباب من أهل حلب الذين حملوا السلاح، في وجه إخوانهم، في وجه وطنهم، في وجه دولتهم، في وجه اقتصادهم، أقول لهم: يا أهل حلب، يا شباب حلب، أنتم معروفون أن لكم تاريخ عريق، في المحبة، في الود، في الأخلاق، في التآلف، في التراحم، في الأكلات الطيبة، في الأكلات اللذيذة الحلبية، طعامكم مشهور، مواقفكم معروفة، أنتم أبناء هذا الوطن، اغتنموا هذه الفرصة الذهبية وعودوا إلى حضن الوطن، تعالوا لنبني جميعاً هذا الوطن، فكفانا سفكاً للدماء، فإن الرابح والكاسب الأول والأخير مما حدث ومما جرى ويجري هم الصهيونية والماسونية العالمية.

أيها السوريون: الحل في أيدينا، والأبواب مفتوحة أمامنا على مصراعيها، فنحن واجب علينا في هذه الظروف التَّاريخية أن نُعزز من ثقافة المصالحات الوطنية، وأن نقف جميعاً في صف واحد وخندق واحد إلى جانب رجال الله رجال الجيش العربي السوري، حُقَّ لنا وفرض علينا، وحُقَّ لهذا الجيش أن نقف إلى جانبه، وقد أكد السيد الرئيس ودعا الشعب، هذا الشعب المقاوم، هذا الشعب الأبي، هذا الشعب صاحب القوة، صاحب الصلابة، صاحب الجبروت، صاحب الإباء، صاحب النخوة، دعا الشعب إلى الوقوف إلى جانب جيشه، فإنكم أيها السوريون بدون جيشكم لا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً، والجيش بدونكم لا يستطيع أن يفعل شيئاً، تعالوا لنتعاون لنتكاتف لنتصالح لنتصافح لنتسامح، لكي نعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع هذا الوطن، ولكي نفرح بالانتصار الكبير القريب إن شاء الله، وما ذلك على الله بعزيز، ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــ2ــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. عباد الله اتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير, اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك, ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً, اللهم إنا نسألك أن تنصر الجيش العربي السوري، وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تثبت الأرض تحت أقدامهم, وأن تسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بِشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 963
تحميل ملفات
فيديو مصور