الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024 , آخر تحديث : 2024-03-11 13:07:01 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

كلمة الأسبوع

تاريخ النشر 2017-11-02 الساعة 09:27:39
السير في طريق الله
د.أ علي جمعة

ما معنى: ( السير في طريق الله )؟؟ معناه:

1-  أنه يبدأ بالتوبة، وما معنى التوبة ؟ معناها أن ينخلع من المعاصي، وأن يعاهد نفسه على أن يترك المعاصي، وأن يعطل ملك السيئات، أي يجعل ملك السيئات لا يكتب عليه شيئاً.
هذا الانخلاع له درجات: أولها انخلاع من المعصية, المعصية هي التي يقول عنها الشرع: إن هذا حرام، فالإنسان قرر مع نفسه ألا يفعل هذا الحرام.
هناك توبة أخرى وهي: الانخلاع من كل ما يشغل البال أو القلب عن الله، من ولد، ومن مال، ومن حب للأكوان، وللسلطة، وللجاه، وللشهوات، الإنسان هنا لم يرتكب حرامًا لكي يتوب منه، فهو قد تركه، لكنه الآن يتوب من شيء آخر, يتوب من الانشغال عن الله! وكأن الانشغال عن الله - وهو أمر يقع فيه جُلُّ البشر - معصية, لا .. هو ليس معصية ، لكن كأنه معصية لِلَّهِ وهو لعلو همته يعتبره في حقه معصية, فيخلي قلبه من شواغل الدنيا ومشاغلها..
 
(يخلي قلبه ): هذه كلمة وقف عندها السادةُ الصوفية كثيرًا، وقفوا عند التخلية من القبيح ، ويأتي بعدها عندهم معنى آخر، وهو أن : يحلي قلبه بكل صحيح ، وهذه هي التحلية.
إذن فهناك مرحلتان وهما: ( التخلية، والتحلية )، التخلية : تفريغ القلب من الشواغل والمشاغل، والتحلية : هي تجميل القلب بهذه الصفات العالية من التوكل، ومن الحب في الله، ومن الاعتماد على الله، ومن الثقة بما في يد الله ..... إلخ.
وبعد التخلي والتحلي يأتي التجلي ، فما معنى التجلي؟ معناه - كما قالت السادة الصوفية -: التخلق بأخلاق الله؛ فالله تعالى رحيم، فلابد من أن نكون رحماء، والله تعالى رءوف، فلابد من أن نكون كذلك، والله تعالى غفور فلابد أن نكون متسامحين, نغفر للآخرين .. ويصبح الإنسان في رضا عن الله .. عنده تسليم تام بقدر الله .

2- الشعور بحلاوة الصلاة:  الإنسان إذا لم يخشع في صلاته لا يشعر بحلاوة الصلاة, فتصبح عادة بدلا من أن تكون عبادة, فيسهل ترك العبادة عندما نغفل, عندما تشتد علينا الأمور, عندما ننشغل في مرض الولد, وذهاب الأولاد إلي المدارس, ودخول المواسم .. إلخ فالمشكلة هي تحويل العبادة إلي عادة, نريد أن نشعر بلذة العبادة, ولا نشعر بلذة الصلاة إلا بكثرة الذكر خارج الصلاة .. لابد أن نذكر الله كثيرا خارج الصلاة {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} . وعلي ذلك علمنا النبي - - ختم الصلاة, 33 سبحان الله, 33 الحمد لله, 33 الله أكبر, ونختم بـ" لا إله إلا الله". 
فأكثروا من ذكر الله كثيرا خارج الصلاة لكي تصلوا إلي الخشوع في الصلاة . , وحتى تصلوا إلي لذة الصلاة, فإذا دخلت هذه اللذة القلب لا يمكن أن نترك أو نغفل عن الصلاة بعد ذلك .

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1819

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *