السبت 11 شوال 1445 - 20 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

كلمة الأسبوع

تاريخ النشر 2017-03-09 الساعة 12:07:40
قلبنا بمن نعلقه ؟!
إدارة التحرير

                   

الحمد لله ألّف بين قلوب المؤمنين فأصبحوا بنعمته إخواناً، و نزع الغلَّ من صدورهم فكانوا في الدنيا أصحاباً و في الآخرة خلاناً. 

 الحب والوفاء والود والإخاء حقيقة وجدانية، بل أمرٌ فطري جبلت عليه النفوس البشرية لا بل هو من الإيمان إن كان خالصاً للرحمن، فالأخوة الحقَّة والمحبة الصادقة تولّد في النفس أصدق العواطف النبيلة وأخلص المشاعر الصادقة بلا تلفيق اعتذارات ولا تنميق عبارات بل صدقٌ في الحديث والمعاملة والنصح، يمسك الأخ بيد أخيه في رفق وحُنوٍ وشفقة، بِرٌ وصلة ووفاء، إيثار وعون في الشدة والرخاء فلا ينساه من الدعاء وكل ذلك دون تكلف أو شعور بالمشقة والعناء بل في أريحية وحسن أداء وطلب الأجر من رب الأرض والسماء، أَيدٍ تتصافح وقلوبٌ تتآلف، أرواحٌ تتفادى ورؤوسٌ تتعانق وحقيقة الأخوة في الله لا تزيد بالبر ولا تنقص بالجفاء قال صلى الله عليه وسلم : " ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان _ وذكر منهن _ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله"،(رواه البخاري ) والإنسان لا يستطيع الحياة من دون الناس ومخالطتهم ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم . والناس فيه – أي الحب – بين إفراط وتفريط واعتدال. فحقيقة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء كما قال يحيى بن معاذ رحمه الله، والحب في الله من المفاهيم المركزية التي قام عليها الإسلام منذ مرحلة تأسيسه فصبغ كل تعاليمه وتوّجها بعاطفة الحب التي هي المحرك الفاعل فيها. بل إن الحب في الله لونٌ من ألوان العبادة المأمور بها شرعاً في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

و الأصل في العملية التربوية أنَّ  تتركز الجهود التربوية في تربية الفرد بتوثيق صلته برب العالمين، وأن تكون صلته القوية بالله تعالى وبمنهجه القويم، وألا يتعلق بالبشر؛ لأنَّ البشر من الممكن أن يتغيروا، ولكن الله الحي الذي لا يموت يُغيِّر ولا يتغيَّر كما قال سبحانه: { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}   وقال تعالى :{ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً}  (الفرقان : 58)

 لمَّا خلق اللهُ هذه الأرضَ، وخلق بني الإنسانِ، وكلَّفه بتكاليفَ شرعيَّةٍ، وعباداتٍ ربَّانيَّةٍ، و أَرسَل إليهم رسلَه، وبعث إليهم أنبياءَه، داعين لدينِه، ومُذكِّرين بأمرِه ونهيِه، فكانوا -عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ- دُعاةً ناصحين، وربَّانيِّين مُخلِصين، وكان شِعارُهم: { يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِه }   {الأحقاف: 31}.

فلم يَدْعُوا لأنفسِهم، ولا عَلَّقوا النَّاسَ بذواتِهم، بل كُلُّ نبيٍّ يُعلِّقُ أتباعَه بدينِ ربِّه عزَّ وجلَّ، فالتَّوكُّلُ والاعتمادُ عليه، وإن كانوا هم قدواتٍ للنَّاسِ ليَحصُلَ بهم الاتِّباعُ، وقيامُ الأعمالِ على الكيفيَّةِ الَّتي يريدُها اللهُ -عزَّ وجلَّ- من الأتباعِ. ، قال تعالى : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ }

فهذا نبيُّ اللهِ عيسى -عليه السَّلامُ- عندَما قال للحواريِّين: {مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ}؛ كان الجوابُ مِن الحواريِّين{ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُون }  {آل عمران: 52]، ولم يقولوا: (نحنُ أنصارُكَ). بل قالوا:  { أَنصَارُ اللَّهِ }، فقد فَهِم الحواريُّونَ أنَّ نُصرتَهم لعيسى -عليه السَّلامُ- ليست نُصرةً لذاتِه، فنُصرتُهم له هي نُصرةٌ لمنهجِ ربِّه الَّذي بعثه به، وليس في ذلك انتقاصٌ لنبيِّ اللهِ عيسى -عليه السَّلامُ-، بل هذا ما يُرضِيه، وتَرضَى به نفسُه، وتَقَرُّ عينُه؛ حيثُ إنَّه عَبَّدَ النَّاسَ لربِّهم عزَّ وجلَّ. 

 وأيضا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم  كان يربي الصحابة والأمة من بعده على التعلق بالمنهج وذم التعلق بالأشخاص، وله صور كثيرة نذكر منها  في حديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لتأخذوا عني مناسككم؛ فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد عامي هذا.. ». فأوصاهم بأخذ سنته وأتباع هديه الذي هو الدين الذي بلغه عن ربه؛ ففيه تعليق الصحابة بمنهج الله، وتربيتهم على ذلك وهو حيٌّ بين أيديهم. 

خرج الإمام أحمد أيضاً عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً كالمودع فقال: « أنا محمد النبي الأمي قال ذلك ثلاث مرات ولا نبي بعدي؛ أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه، وعلمت كم خزنة النار وحملة العرش، وتُجُوِّز بي، وعوفيت وعوفيت أمتي؛ فاسمعوا وأطيعوا ما دمت فيكم؛ فإذا ذُهِبَ بي فعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه ». الشاهد قوله: « فإذا ذُهِب بي فعليكم بكتاب الله ». فلم يعلقهم بنفسه الشريفة ولا بذاته إنما علقهم بكتاب الله وبمنهج الله؛ وفي هذا تربيتهم على التعلق بالمنهج. 

ماهي  الأسباب  التي دعت لوجود عواطف مسرفة بين الأفراد

1ـ ضعف الإيمان,: وخلو القلب من حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , فإن العشق يتمكن من القلب الفارغ فيقوم فيه

2ـ غياب الاهتمامات الصحيحة.: أخي: أين الاهتمام بأمور الدعوة ؟ أين الاهتمام بالأوضاع التي نعيشها في كل البلاد ؟ أين الاهتمام بالعلم الشرعي ؟ أين الاهتمام بأحوال الأمة الإسلامية ؟ أين الاهتمام بهذه الأمور ؟ .. إننا لا نجده إلا عند فئة من الإخوة أما من غابت عنه هذه الاهتمامات فإنه يشغل نفسه بمثل هذه العلاقات والعواطف.

3- الإعلام الماجن الساقط المعادي لأمة الإسلام:  كالغناء  فالكلمة البذيئة.. والآلة السمعية دعاية إلى الزنا ولخلق مثل هذه العواطف المنحرفة.. فكل غناء اليوم هو اشتياق وتلهف إلى لقاء المحبوب.. وكلها كلمات يأنف من سماعها أهل الكرم والمروءة والمودة ونقاء السريرة.

4ـ الهموم الأسرية : فمنها فقدان الحنان أو الإحساس بالإهمال وعدم الاهتمام فيبحث الابن عمن يجد عنده ما فقده في البيت, وخاصة أولئك الذين يعانون نقصاً في المحبة, ويعيشون الحرمان, فهم يستسلمون بسرعة إلى ما يظهره الآخرين من عشق ومحبة, هذا الحرمان يكون سبباً في سرعة انخداعهم ووقوعهم في وحل العشق الشيطاني.. وأحياناً تنتج هذه العلاقات نتيجة للاهتمام الزائد من الأسرة... فيلجأ لمثل هذه العلاقات حتى يستمر الاهتمام حتى خارج المنزل لاعتياده عليه... فيلجأ إلى هذه العواطف الحميمة "الإعجاب".

5ـ الجهل وقلة الوعي :في هذه الأمور وعدم الفهم الصحيح لمعنى الحب في الله والخلط بين الحب في الله وبين التعلق بالأشخاص.. فلا يعرف أين موقع العاطفة ولا مكانها ولا أين يصرفها.. وجهله أيضاً بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

6ـ الشفافية في العواطف وشدة الحساسية : لماذا تقول كذا ؟ .. لماذا فعلت كذا ؟ .. وكلها قد تدخل في الأنانية وحض النفس.. فينبغي علينا أن نوطِّن أنفسنا على حسن التعامل مع الآخرين ونبتعد عن الأنانية التي بسببها وبسبب الشفافية والحساسية الزائدة 

7ـ فقدان القدوة: منذ النشأة الأولى. فعدم وجود القدوة الصالحة التي توجه عواطف الشاب إلى ما ينبغي حبه, كحب الله عز وجل ورسوله, والصالحين من الصحابة رضي الله عنهم والعلماء.
8 ـ الخلل: في عملية تقييم الأفراد. 
9 ـ ضعف الهمة :وعدم علوها عند بعض الشباب.
10 ـ إهمال جانب التربية الذاتية :وتغليب جانب التربية الجماعية على الفردية.

11ـ افتقار كثير: من الشباب إلى التوجيه والتربية السليمة.
12 ـ الغفلة: عن الله والدار الآخرة.
13ـ الإفراط :في النظر في جميع الوجوه وشدة التأمل.
14ـ عدم مصارحة: الأفراد والمربين الذين يقعون في هذه المشكلة. 

 

علاج هذه المشكلة:   

1 1- الإخلاص لله تعالى

22 - العلم الشرعي : فالعلم الشرعي يدفعك إلى المحبة الصحيحة 

33 - ضبط العواطف والبعد عن المهيجات العاطفية.

4-4 - محبة الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم 

5-5 - شُغُلُ النفس.

6-6 - مجاهدة النفس.

77- الدعاء.

88 - الصدق مع النفس بالاعتراف بالخطأ.

99 - إشباع الشباب عاطفياً في محيط أسرته

غض البصر وحفظ اللسان والأذان

 

10- التركيز على جانب الإخلاص وأن العمل لا يكون إلا لله

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1316

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *