ويتوضع في الزاوية الجنوبية الغربية للمدرسة غرفة الإمام ذات السقف الخشبي والتي تفتح عبر باب خشبي يعلوه شباك ذي عقد دائري، وتنحرف واجهتها الجنوبية بسبب انحراف الزقاق الجنوبي وهي تحتوي على شباك علوي ذي عقد وتري خفيف. ويماثل غرفة الإمام غرفة أخرى في الزاوية الجنوبية الشرقية بنفس المواصفات ولكنها تفتح على الشارع عبر قمرية علوية صغيرة.
وعموماً فإن جميع جدران المدرسة مغطاة بالطينة والدهان الأبيض مع استحداث وزرة رخامية سفلية.
وبالإجمال فإن المدرسة بحاجة إلى ترميم وإعادة تأهيل شامل ليرجع إليها رونقها وجمالها.
رابعاً- أعمال الترميم التي جرت:
بالرجوع إلى المصادر والمراجع والمقارنة مع الواقع الحالي للمدرسة، يتبين أن المدرسة قد أصابها عوامل طبيعية مختلفة من زلازل ومياه أمطار وغيرها أثّرت عليها وأدّت إلى اختفاء عناصر معمارية هامة وحلّ محلها عناصر أخرى، كاستبدال قبة القاعة الوسطى بسقف جمالوني خشبي واختفاء البركة المربّعة تحتها والتي كان يجري الماء إليها من نهر القنوات كما ذكر طلس في ذيل كتاب ثمار المقاصد في ذكر المساجد. وكذلك بناء مئذنة حديثة فوق المدخل كانت قد اختفت سابقاً، وبناء قبّة جديدة فوق قاعة الضريح والجدران الحجرية الداعمة لرقبتها والظاهرة من الشارع الرئيسي، حيث ذكر فولتسينجر سنة 1343هـ/1924م أن المئذنة وقبّة الضريح كانتا موجودتين، وذكر الشهابي أنهما قد اختفيا بمعاينته الميدانية سنة 1416هـ/1995م. عدا عن رفع منسوب الشارع الرئيسي الذي أدى إلى طمس المداميك السفلية للواجهة الحجرية، وبالتالي استحداث أربع درجات للنزول إلى المنسوب الأساسي لبوابة الدخول.
وبالرجوع إلى مخطط ولتسينجر ومقارنته مع الوضع الراهن للمدرسة، تظهر التعديلات الجوهرية التي حصلت على بعض العناصر المعمارية، فالباب الداخلي الرئيسي المؤدي للقاعة الوسطى قد أُغلق بكتبية وفُتح بمواجهة الباب الخارجي الرئيسي ليُفضي إلى الإيوان الشمالي! وكذلك فقد أُغلق الباب الغربي المفتوح من القاعة الوسطى على الميضأة وفُتح باب غيره من الإيوان الشمالي! وكذلك اختفت الغرفة المقببة المتصلة بالإيوان الشمالي عبر فتحة تحوّلت إلى كتبية، وانضمّت هذه الغرفة إلى الفراغ في الزاوية الشمالية الغربية لتُشكل الدورات الحالية المستحدث. وأما العنصر الهام المستحدث فهي تغطية الصحن المكشوف بسقف جمالوني خشبي وإزالة البركة من تحته.
مراجع للاستزادة:
- عبد الباسط العلموي، مختصر تنبيه الطالب وإرشاد الدارس إلى أحوال دور القرآن والحديث والمدارس، تحقيق صلاح الدين المنجد، مديرية الآثار القديمة العامة، مطبعة الترقي، دمشق 1366هـ/1947م.
- عبد القادر النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس جزء 2، تحقيق جعفر الحسني، مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق، مطبعة الترقي 1367هـ/1948م.
- عبد القادر بدران، منادمة الأطلال ومسامرة الخيال، منشورات المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، دمشق 1379هـ/1960م.
- يوسف بن عبد الهادي، ثمار المقاصد في ذكر المساجد، الذيل لأسعد طلس، المعهد الإفرنسي بدمشق، مكتبة لبنان، بيروت 1395هـ/1975م.
- ولتسينجر وواتسينجر، الآثار الإسلامية في مدينة دمشق، تعريب قاسم طوير، طبعة برلين 1343هـ/1924م، الطبعة المعرّبة مطبعة سورية، دمشق 1405هـ/1984م.
- جان سوفاجيه، الآثار التاريخية في دمشق، تعريب أكرم العلبي، دار الطباع، دمشق 1412هـ/1991م.
- أكرم العلبي، خطط دمشق، دار الطباع، دمشق 1410هـ/1989م.
- قتيبة الشهابي، مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية، منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1416هـ/1995م.
- قتيبة الشهابي، النقوش الكتابية في أوابد دمشق، منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1418هـ/1997م.
|