السبت 11 شوال 1445 - 20 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

المساجد الأثرية

تاريخ النشر 2016-06-14 الساعة 10:26:07
جامع الدّقاق (الكريمي)
إدارة التحرير

يقع     جامع الدقاق في مدينة دمشق خارج أسوارها الجنوبية ، في منطقة ميدان سلطاني ،

 على   الجانب الشرقي لشارع الميدان الرئيسي (مسار الحج) ، مقابل حمام الدرب ، شرقي   التربة الرشيدية وجنوبي زقاق شيخ حرب الأول  ويعرف بجامع كريم الدين أو  ال      كريمي نسبة لمنشئه ، وبجامع القبيبات نسبة لموقعه في الميدان الفوقاني.

وهو مشيدة مملوكية ، أنشأه وكيل الخاص السلطاني ببلاد الشام القاضي كريم الدين عبد الكريم بن هبة الله ابن السديد المصري في سنة 718 ه / 1318 م . كان حسن الخُلُق ، عاقلاً خيّراً سمحاً وقوراً يحب العلماء ويقربّهم  وكان كريماً له برّ وآثار يوفي ديون الغارمين ، عمّر البيارات وأصلح الطرق وعمّر الجامع المذكور  واشترى له نهراً وأجراه إليه ففرح به الناس ونصبوا عليه الأشجار ، وعمل حوضاً كبيراً بجانب الجامع يشرب منه الناس والأنعام . وكذلك عمّر جامع القابون ، وأوقف على  الجامعين الأوقاف . توفي في سنة 724 ه / 1323م .

وهو مسجد جامع عظيم له أربع واجهات مبنية من الحجر ومغطاة باللياسة والكلسة التقليدية : الواجهة الشمالية ملتصقة بالدور السكنية ولا يظهر منها سوى مئذنته المرتفعة التي تقع خلف منتصف الرواق الشمالي للصحن، وهي ذات جذع شبه مربع بسيط خالٍ من الزخارف ومغطى باللياسة الكلسية ، تعلو كل ضلع من أضلاعه نافذة معقودة بعقد نصف دائري تطلّ الجنوبية منها على قاعدة خشبية مسطحة ، محمولة على كابولين خشبيين ، تحوي مزولة رخامية تشبه الموجودة في مئذنة العروس بالجامع الأموي ، وتبرز شرفة المؤذن الخشبية المثمنة عن الجذع قليلاً وتغطيها مظلة خشبية مثمنة أيضاً ترتكز على أعمدة خشبية في أركان الدرابزين الخشبي للشرفة ، ويعلوها جوسق مثمن من طبقتين : السفلية منها مزيّنة بحنيات مصمتة معقودة ، والعلوية متطاولة تغطيها قلنسوة نصف دائرية ذات إطار زخرفي ومتوّجة بالهلال؛ والواجهة الشرقية  تطلّ على زقاق نعير الأول قد غُطّي قسمها الشمالي بدورٍ سكنية وبقي قسمها الجنوبي ظاهراً ، وقد توسط قسميها المدخل الشرقي للجامع ، وهو يحوي باباً خشبياً مستطيلاً معقود بعقد مدبب من داخله , وهو ذو مصراعين تعلوه مظلة خشبية بارزة تستند إلى الجدار بوساطة كوابيل خشبية كبيرة ، وأما القسم الجنوبي فيشكّل الواجهة الشرقية للحرم، وهي ذات سقف جمالوني (سنامي) ، وتحوي شباكين  مستطيلين متماثلين ومتناظرين مغطيين بالمشبكات المعدنية تعلوهما أربعة شبابيك متناظرة، وتظهر كتلة المجاز القاطع في الخلف بسقف مرتفع ومستوي وواجهة تحوي شباكين مستطيلين ؛ وأما الواجهة الجنوبية فهي متناظرة تماماً تنصّفها كتلة المحراب البارزة ، وينصّف سقفها الجمالوني واجهة كتلة المجاز القاطع الذي يحوي ثلاثة شبابيك مستطيلة متماثلة ، وتتوزع على طول الواجهة أربعة شبابيك مستطيلة متماثلة ومتناظرة مغطاة بالمشبكات المعدنية يعلوها أربعة عشر شباكاً مستطيلاً متماثلاً ؛ وأما الواجهة الغربية المطلّة على شارع الميدان الرئيسي فهي مغلقة بالمحلات التجارية ، ولا يظهر منها سوى المدخل الغربي في طرف قسمها الشمالي ، ومدخل رئيسي في قسمها الجنوبي يتم الوصول إليه من زقاق متعامد مع شارع الميدان الرئيسي ، فأما المدخل الغربي فهو ذو واجهة مبنية من مداميك الحجر الأبلق (البازلتي الأسود والكلسي الطحيني) وهو يحوي باباً معدنياً كبيراً ذي مصراعين معقود بعقد وتري قد عُملت صنجاته (أحجار حباته ) من الحجر الأبلق المزرر النباتي ، تنصّف أعلاه لوحة حجرية بيضاء دائرية قد نُقش بداخلها الأية الكريمة : "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً" 1241ه (1825م) أي في العصر العثماني المتأخر ، وقد أحاط بهذه اللوحة مثلثين دائريين ذواتا إطار حجري أسود يحويان زخارف نباتية بديعة ، وينتهي أعلى المدخل بعقد مرتفع واسع نصف دائري وإفريز مستوٍ بارزٍ قليلاً ، ويفتح هذا الباب على دهليز طويل يبلغ طوله نحو 32 م  يحوي جزءاً مستحدثاًعلى جداره الشمالي ، ويؤدي في نهايته إلى باب واسع يفتح على الرواق الغربي لصحن الجامع . وأما المدخل الرئيسي فهو يتألف من بهو ذي مسقط مستطيل في صدره باب خشبي ضخم ذو مصراعين معقود من داخله بعقد حجري وتري بازلتي اسود ، يفتح على الفراغ  المربع الجنوبي للرواق الغربي ، والذي تغطّيه قبة نصف كروية ملساء ترتكز على عقود مدببة ودعامات حجرية ، وقد زُخرفت مثلثاتها الكروية الركنية وقاعدتها بزخارف نباتية ملونة. ويلي هذا الفراغ المربع فراغ مماثل له ثم باقي الرواق الغربي المغطىً بسقف خشبي يرتكز على عقود حجرية مدببة محمولة على أعمدة حجرية اسطوانية ؛ والمفروشة أرضيته بمداميك الحجر الأبلق المتوازية ، والتي تطلّ عليه قاعة واسعة ثم أربع غرف صغيرة ثم قاعة الامام وذلك عبر خمسة أبواب وخمسة شبابيك. ويصل الرواق الغربي في نهايته الشمالية إلى قاعة التربة المربعة والمرتفعة قليلاً عن مستوى الرواق والمغطاة بقبة نصف دائرية أيضاً. وأما الرواق الشمالي فقد اختفى وحلّت محلّه توسعة حديثة ذات حرم وسدّة وواجهة جنوبية تطلّ على الصحن عبر عقود واسعة مرتفعة مدببة تحاكي العقود الأثرية. وأما الرواق الشرقي فهو يشابه الرواق الغربي غير أنه قد استُحدث في طرفه الشمالي دهليزاً ودرجاً وميضأة ومطهرة.

وأما صحن الجامع فهو واسع ذو مسقط مربع تنصّفه بركة الميضأة الكبيرة ذات المسقط المضلع (16ضلعاً) والمبنية من الحجر المزّي تتوسّطها نافورة حجرية. وقد رُصفت أرضية الصحن بالحجر البازلتي الأسود والكلسي المزّي في تشكيلات هندسية جميلة ، غير أن الجزء الجنوبي منها قد توسّطتها تشكيلات رخامية هندسية ملونة. وللصحن واجهة جنوبية رصينة تشكل الواجهة الشمالية للحرم الأثري ، قد كُسي الجزء الأسفل منها بمداميك من الحجر المشهّر (الأصفر والأبيض) وأُطّرت فتحاتها بالحجر حديثاً. وهي واجهة متناظرة تحتوي عن يمين ويسار على شباك ومدخلين للحرم متماثلين ، وتنصّفها واجهة المدخل الرئيسي للحرم التي تحتوي على باب مستطيل خشبي واسع وفوقه فتحة معقودة بعقد نصف دائري تعلوها الشبابيك الثلاثة لكتلة المجاز القاطع البارزة عن السقف

 الجمالوني (السنامي) للحرم.

ويفتح باب الحرم الرئيسي على حرم ذي مسقط مستطيل مغطّىً بسقف جمالوني قد زُينت أجزاؤه الخشبية الحاملة بزخارف ملونة. والحرم مقسوم إلى ثلاثة أقسام : قسم وسطي يمثل رواق المجاز القاطع ، وقسمين شرقي وغربي متماثلين غير أن الشرقي منهما ينتهي شرقاً بعقدين مدببين محمولين على دعامات جدارية ووسطية ثم شباكين مستطيلين متماثلين يطلّان على ساحة الحمام (زقاق نعير الأول) والغربي منهما تنصّف واجهته الغربية خزانة جدارية مستطيلة ، ولها باب في طرفها الشمالي يُفضي إلى غرفة ذات مسقط شبه منحرف استعملت كميضأة.

أما رواق المجاز القاطع فيرتفع سقفه المستوي عن سقف الحرم فاسحاً المجال لفتح شبابيك مستطيلة علوية متماثلة للإنارة والتهوئة ، ثلاثة في كلٍّ من الجانبين الشمالي والجنوبي واثنان في كلٍّ من الجانبين الشرقي والغربي. وهذا السقف يرتكز على جدران الحرم وعلى أربعة عقود مدببة محمولة على دعامتين وسطيتين وأربع دعامات جدارية مما شكّل فراغين لهذا الرواق : فراغ جنوبي يحوي المحراب والمنبر وفراغ شمالي أوسع منه يحوي في طرفه الشمالي على دكّة المبلغ الخشبية ، وهي ذات مسقط مستطيل ترتكز على عمودين رخاميين أسطوانيين وعلى الجدار الشمالي للحرم ،

  يُصعد إليها عبر درج خشبي دائري في طرفها الغربي.

وأما الواجهة القبلية (الجنوبية) للحرم فهي متناظرة تعلوها شبابيك زجاجية مستطيلة متماثلة ومتناظرة وينصّفها المحراب الرئيسي المجدّد سنة 1296هــ/1878م ، وهو ذو حنية نصف دائرية مزينة بالرخام الملون ومعقودة بعقد مدبب يرتكز على سويريتين رخاميتين ، ويحيط بالمحراب واجهة من الرخام الأبيض تعلوها لوحة زخرفية كتابية تحوي الآية الكريمة من سورة آل عمران :"فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب". ويوجد عن يمين المحراب منبر رخامي رشيق عُمل بدلاً من المنبر الخشبي الجميل الصنعة ، يُصعد عبر درجاته إلى جلسة الخطيب المعقودة بعقود ضامّة زخرفية يعلوها أفاريز من المقرنصات البديعة ، وقد غُطّيت بقبة نصف كروية مدببة ومتوّجة بالهلال.... وكذلك ينصّف كلُّ من جزءي الواجهة الجنوبية الشرقي والغربي محراب مشابه للمحراب الرئيسي ولكنهما

أصغر قليلاً ، ويحيط بكل محراب منهما شباكين مستطيلين.

وقد تعرّض الجامع للهدم أكثر من مرة كان يُرمّم بعدها. كما جدّدته دائرة الأوقاف الإسلامية سنة 1350هــ/1931م وبنت له دكاكين على الشارع العام. وكذلك تم ترميم الصحن وأروقته والواجهة الشمالية للحرم الأثري نحو سنتي 2006-2007م.

 

مراجع للإستزادة:

-       يوسف بن عبد الهادي ,  ثمار المقاصد في ذكر المساجد , الذيل لأسعد طلس , مكتبة لبنان , بيروت 1975م.

-       عبد القادر بدران ,  منادمة الأطلال ومسامرة الخيال  , المكتب الإسلامي للطباعة والنشر , دمشق 1960م.

-       أكرم العلبي ,  خطط دمشق ,  دار الطباع ,  دمشق 1989م .

-       قتيبة الشهابي ,  مآذن دمشق ,  وزارة الثقافة ,  دمشق 1993م .

 

دراسة واعداد

السيد الدكتور محمد معتز سبيني

السيد المهندس زكريا كبريت

السيد المهندس جمال كبريت

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 4048
ألبوم صور

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *